رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 21st January,2001 العدد:10342الطبعةالاولـي الأحد 26 ,شوال 1421

العالم اليوم

أضواء
نظرة الإدارة الأمريكية الجديدة للقضية الفلسطينية,, وكيفية التعامل معها؟
جاسر عبدالعزيز الجاسر
في دولة كالولايات المتحدة الامريكية التي تخضع سياساتها الى مراقبة مؤسسات دستورية، وعيون إعلامية فاحصة لا تحتاج الدول الأخرى وقتاً طويلاً لمعرفة توجهات الادارة الامريكية الجديدة التي تختلف هذه المرة لأنها تأتي ممثلة لحزب آخر غير الذي كانت تمثله الادارة السابقة التي استوطنت البيت ثماني سنوات، لذا ومهما استندت السياسات الامريكية الى ركائز وأسس تقليدية، إلا أن لكلا الحزبين ورجالهما أساليب تختلف وفقاً للإمكانيات الفكرية وحتى الانتماءات العرقية، رغم أن الانتماء الأول لامريكا، إلا أن الأصول التي ينحدر منها رجال الادارة الجديدة لا بد أن يكون لها تأثيراتها مثلما لاحظنا ذلك في الادارة السابقة وبالذات في تعاملهم مع القضية الفلسطينية، وسواء انتظرت الدوائر السياسية والدول الأجنبية طويلاً أو قليلاً فلا بد أن هذه الدول ستبدأ من اليوم مراقبة كل تصرفات وإجراءات الادارة الجديدة لمقارنة ما تخرج به بما لديها من تصورات وتكهنات سابقة، ونحن هنا في المنطقة العربية الذين اعتمدنا وبنسبة كبيرة على الدور الامريكي لحل القضية الفلسطينية مهمشين الدور الأهم في حل هذه القضية,, وهو الدور العربي والفلسطيني سنكون من أكثر الدول مراقبة للفعل الامريكي في عهد الادارة الجديدة وكيفية تعاملها مع القضية الفلسطينية, واذا كان من المهم الاشارة في بداية الحديث عن نظرة رجال الإدارة الامريكية الجديدة الى قول وزير الخارجية الجديد كولن باول الذي قال ان على جميع الاطراف صنع السلام بأنفسهم فلا بد أن نشير الى ان هذا القول يرجح ما يترشح من امريكا بأن الإدارة الجديدة لن تكون قضايا الشرق الأوسط في سلم اولوياتها، وأن الرئيس جورج بوش الابن لن يعطي نفس الوقت والاهتمام الذي كان يعطيه سلفه بيل كلينتون وأن مسئولية معالجة هذه القضايا ستكون على عاتق وزارة الخارجية، فإن وزير الخارجية يعطي إشارة إلى أن امريكا لن تكون محركاً للقضية ان لم يبد أصحاب الشأن تفاعلاً وتحريكاً لها.
ولعل هذا القول ايضا يرجح التوقعات التي يتداولها الكثير من المحللين السياسيين الذين يتوقعون أن الجهود الامريكية نحو تحقيق تسوية في الشرق الاوسط والتي نشطت في الأيام الاخيرة من عهد كلينتون ستتراخى في عهد الادارة الجديدة في عهد بوش حتى تثبت هذه الادارة نفسها في السلطة.
هذا التكهن الذي قد يكون أقرب الى الواقع وترجحه أقوال باول، يتطلب من الدول العربية وبالذات من الفلسطينيين العمل على تعويض الدور الامريكي في فترة الاسترخاء بدور دولي فاعل عن طريق إعطاء مشاركة أكبر للأوروبيين وللأمم المتحدة، واذا ما وظفت الدول العربية إمكاناتها وعلاقاتها الدولية بالقوى الدولية الكبرى الاخرى كالصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وباقي دول الاتحاد الاوروبي مع استثمار ما يجري على الساحة الفلسطينية والتشدد الذي سيصاحب الحملات الانتخابية الاسرائيية، فيمكن للفسطينيين أن يستعيضوا عن تراخي الدور الامريكي، بدور دولي أكثر فعالية، بل أكثر إيجابية.
ممراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved