رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 21st January,2001 العدد:10342الطبعةالاولـي الأحد 26 ,شوال 1421

مقـالات

ذكرياتي مع عبدالله الدباغ
فيصل بن سليمان الخرشت *
تولّدت لدي رغبة نبعت من أعماق نفسي تدفعني إلى معاودة الكتابة عن رحيل سعادة الاستاذ السيد عبدالله بن طاهر الدباغ عضو مجلس الشورى الذي لبى نداء ربه منذ شهرين أو أكثر.
وعلى الرغم من إيماني الكامل بأحقية الموت كما هي أحقية الحياة للسنوات التي يقدرها الخالق البارئ لكل مخلوق من مخلوقاته لا تتقدم ساعة ولا تتأخر أبداً مضافاً إلى ذلك اعتقادي أن تجدد الحزن شيء غير مرغوب فيه فالبقاء لله وحده لا شريك له, وكل من عليها فان, رغم كل ذلك فإن معاودة الكتابة عن رحيل الأستاذ الدباغ أجدني مشدوداً إليها وغير قادر عن الإحجام عنها, وكأن الكتابة عن هذا الفارس الذي رحل تنفّس عني بعض الشيء أو هي بمثابة ذكرى لمحاسن هذا الميت تشد كل من يقرأ هذه الكلمات المتواضعة ان يرفع يديه إلى السماء بالدعاء له فيجعلني أحس برد الجميل لهذا الرجل الإنسان الذي لازمته عدة سنوات سكرتيراً خاصاً له في مكتبه كعضو لمجلس الشورى, عرفت فيه النبل والوفاء والصدق يقول بكل ما في خاطره بلا تردد يضم بين ضلوعه قلباً ناصع البياض لا يحمل الحقد ولا الضغينة لأحد, كان يتعامل معي كما يعامل الأب ابنه البار به, فمن تعامله الإنساني في هذا تعلمت الكثير واستفدت الأكثر, حاولت النسيان ولم تساعدني شجاعتي على ذلك، بل ضعفت, أعلم هو المصاب وأجدني يتجدد معي الألم كلما تبصرت في مكتبه وأوراقه الملقاة عليه وكرسيه الذي كان يدور به عندما يتحدث معي كل يوم من أيام حضوره لجلسات المجلس,, أشهد أن الرجل كان فاضلاً وكان صادقاً وكان نبيلاً, أدعو له بالرحمة والمغفرة وأدعو كل أصدقائه ومحبيه للدعاء له عسى الله ان يحشره بفضله وكرمه في زمرة عباده الصالحين وحسن أولئك رفيقا، ثم أشهد أن الرجل خدم الغرفة التجارية الصناعية كثيراً عندما كان القوي الأمين لأمانة مجلسها الموقر وقدم جلَّ الخدمات لمجتمع رجال الأعمال ورجال المال والاقتصاد والصنّاع يذكرونه بكل خير, وعسى ان تستجيب أمانة مجلس الغرف التجارية الصناعية بالمملكة بتخليد ذكراه في إطلاق اسمه على صالة الاجتماعات بأمانة مجلس الغرف أو في غرفة الرياض وهم لا يبخلون عليه بذلك.
وآخر الكلام يرحم الله السيد عبدالله الدباغ و إنا لله وإنا إليه راجعون .
* السكرتير الخاص للمرحوم إن شاء الله

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved