|
| العالم اليوم
مثلما انشغل العالم ولايزال بمرض جنون البقر، الذي ابتليت به ابقار بريطانيا ومن ثم انتقل الى ابقار فرنسا فألمانيا وبلجيكا لتصبح كل ابقار اوروبا مهددة بهذا المرض الذي ينتقل الى كل شخص يتناول لحوم تلك الابقار مما جعل الناس يعافون تناول لحوم الأبقار في الدول الاوروبية وتمتنع الدول من استيراد اللحوم من اوروبا خوفاً من الاصابة بالمرض القاتل,.
مثلما انشغل العالم بهذا المرض الذي يمكن الوقاية منه بالامتناع عن أكل اللحوم، ينشغل العالم هذه الايام بالامراض السرطانية التي تسببها قذائف اليورانيوم المنضب او المستنفد، فهذه القذائف التي ثبت استعمالها من قبل القوات الامريكية والبريطانية في البوسنة والهرسك وكوسوفا ومناطق اخرى نشرت الامراض السرطانية في تلك البلدان واصابت حتى الجنود الذين استعملوها او الذين حاربوا الى جانب القوات الامريكية والبريطانية، وهذا ما جعل الدول الاعضاء في الحلف الأطلسي إلى البدء في اجراء تحقيقات ودراسات حول الآثار السلبية التي سببتها على الانسان بصفة عامة سواء في المناطق التي شهدت معارك استعملت فيها القذائف اليورانيومية او على افراد القوات المشاركة في تلك المعارك او البيئة في تلك المناطق، واصدار قرار في اكثر من دولة بوقف استعمال هذه القذائف، في هذا الوقت الذي انتشر فيه الهلع في مناطق مختلفة من العالم من هذه القذائف تقدم قوات الاحتلال الاسرائيلي على استعمال قذائف اليورانيوم المنضب في ضربها لمواقع الفلسطينيين المدنيين او لمواقع أجهزة السلطة الفلسطينية، حيث سجلت السلطة الفلسطينية العديد من الوقائع التي استعملت فيها قوات الاحتلال الاسرائيلية هذه القذائف، حيث اطلقت الزوارق البحرية الاسرائيلية عدة قذائف من اليورانيوم المنضب قبالة ساحل غزة على عدة مواقع امنية في غزة، كما أطلقت الطائرات المروحية عدة قذائف من هذا النوع على مبان حكومية فلسطينية وتجمعات مدنية فلسطينية في رام الله، وبيت لحم.
وفي مواجهات مسجلة لدى السلطة الفلسطينية أطلقت الدبابات العديد من قذائف اليورانيوم المنضب على مساكن المواطنين الفلسطينيين في بيت جالا ومحافظات غزة, وتستعد الجهات الفلسطينية الرسمية لإرسال شهادات ووثائق رسمية تثبت استعمال سلطات الاحتلال لهذه القذائف التي تنشرالامراض السرطانية، وكأن الفلسطينيين في حاجة إلى مصائب وبلاوي جديدة حتى تضاف امراض السرطان الى قائمة البلاوي والمصائب التي ابتلوا بها جراء استمرار الاحتلال الاسرائيلي.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|
