رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 20th January,2001 العدد:10341الطبعةالاولـي السبت 25 ,شوال 1421

عزيزتـي الجزيرة

صرخة كتاب وضياع عقل
فيما مضى في صدر الإسلام كان طلب العلم واجباً ولقد كانت رحلة السفر إلى مشاعل العلم والنور تشق على الشباب فكيف كبار السن؟! ومع هذه المعاناة يحصلون على مبتغاهم وينشرونه لمن يجلس في مجالسهم ولا يبخلون به على احد، ومرت السنون واشتد عود الإسلام وقويت شوكته وأصبحت بعض المدن الإسلامية منارات للعلم وكان يقصدها الكثير ممن جاء من خراسان وبلاد فارس والشام وهكذا انتشر العلم وكثرت الكتب في جميع المجالات مثل الطب والصيدلة والهندسة وعلم الجبر وغيرها الكثير ومع مرور الزمن ظهرت الدولة العثمانية التي خلفت الكثير من السلبيات والجهل للعرب لمدة تزيد عن خمسمائة عام.
والآن في العصر الحاضر أصبح هناك دول يشار إليها بالبنان ولا يشق لها غبار في الكثير من العلوم الحديثة التي استقتها من عرق ودم العلماء المسلمين الأوائل والبراهين على سرقتهم لعلوم المسلمين بأن أكثر المناهج المتخصصة يوجد بها العديد من الكلمات العربية المهاجرة وتجنست بلغة الدولة، وهنا نقف وقفة صامتة ووقفة عزاء لما وصل إليه العلماء المسلمون الذين يهاجرون من بلاد العلم إلى دول العلم المسروق المكتبات تزخر بآلاف المراجع والمؤلفات لبعض العلماء الذين ساروا على منهج من سبقهم في اصول استقاء العلم من مصادره ولكن وللأسف أين العقول أين الشباب أين من أراد الخير لنفسه ولوطنه ومن حوله ويحترق كالشمعة ليضيء من حوله علماً غزيراً.
قيل في الأثر الكتاب أوفى صديق لم يأت من فراغ بل جاء من عقول مظلمة أنيرت وتدبرت فيما حولها وقد أطلقوا عليه علم التأمل ويعتبر من أوائل مصادر المعرفة على وجه الأرض، ولقد استخدم العلماء المسلمون منهجاً جديداً يعرف بعلم التجربة وتصحيح الخطأ وبهذا وصل المسلمون إلى أعلى درجات العلم والمعرفة بينما أوروبا تسبح في بحار الظلام وقبطان لا يعرف الاتجاهات.
شبابنا اليوم يؤسفنا ما وصل إليه بعضهم من انحطاط وتقليد وأخذ أسوأ ما في الدول الأوروبية وترك ما يعود عليهم بالنفع وعلى أوطانهم الكتب تتزاحم في الرفوف ولا يوجد من يؤنس وحدتها التي تدوم مدى الدهر إلا إذا اضطر أحد لتصفحه من أجل إجراء عملية الجرد مع نهاية كل عام وهذه الفرصة الوحيدة التي يلامس غلاف الكتاب يدا طول العام.
ثقافة هذا الجيل في أغلبها مصورة تلفزيونياً، وعندما تأتي فترة الامتحانات يجتاز الطالب المادة وعند الدخول في السنة الدراسية الجديدة ينسى ما اجتازه وهذا ما يمتاز به شباب هذا الجيل، هذا المقال ليس تجريحاً لجيل الشباب لان كل عصر له رجاله وأعلامه وإنما أحاول توجيه الشباب إلى الاهتمام بعقولهم وملىء فراغهم بما ينفع لهم في حاضرهم ومستقبلهم وينيرون دروب الاجيال من بعدهم كما فعل الرعيل الأول من أبناء الوطن خصوصاً بعد إصابة الأمة للعولمة التي اخترعها الغرب.
غازي القحطاني

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved