| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
لا بد أن يفكر الشخص في فائدة ما يعرض على القراء حينما يريد أن يكتب مقالاً ويجتهد في توضيح ما يريد، ويعبر عن وجهة نظره بصدق؛ أما مسألة اختلاف الآراء فهي مسألة واردة ولكن العبرة والاستفادة تكون في ما ينفع من الآراء ويتفق مع المصلحة العامة.
بعد قراءتي لتعقيب الأخ الأستاذ خالد بن إبراهيم العفيصان من المجمعة المنشور بجريدة الجزيرة العدد رقم 10331 في 15/10/1421ه صفحة عزيزتي الجزيرة بعنوان: التعبير ومنهج وزارة المعارف الجديد , حزَّ في نفسي تكرار الأخ الفاضل خالد لعبارتين وهما: حتى لا نقول: إننا غافلون عن التعبير ثم كررها في مقطع آخر حتى لا نغفل مع الغافلين.
الأمر الذي يفهم منه أنه يرمي أخاه وزميله كاتب هذه السطور بالغفلة وهذا لم يحدث إلا في موضوع خاص وهي الفترة التي سبقت علمنا عن منهج الوزارة في التعبير والإنشاء والذي بدأ العمل به اعتباراً من الفصل الدراسي الأول لعام 1421/1422ه ولا عيب علي إذا قلت هذه العبارة التي وردت في مقالي السابق، لأنني لم أعلم بهذا المنهج الجديد إلا بعد اختبار منتصف الفصل الدراسي الأول 1421ه وأعني بالغفلة عدم الدراية بهذا المنهج الجديد وهذا تعبير صادق عن واقع حالي بهذا الأمر، ولم أعن بالغفلة ما خسرنا به زميلنا الأستاذ خالد من الغفلة عن واجبنا وأداء الأمانة التي نحملها كما هو يحملها مثلنا من القيام بتعليم طلابنا بما نوجه إليه حسب المنهج الجديد وأقول: إن وزارة المعارف محقة في تحديد منهج لمادتي التعبير والإنشاء في مراحل التعليم العام حيث حددت الوزارة موضوعات التعبير والإنشاء لكل مرحلة دراسية وكل فصل دراسي فالمرحلة المتوسطة حددت خمسة موضوعات لكل فصل دراسي.
ونحن نعرف ان هذا الأمر وهذا التحديد أفضل من المنهج السابق لمادة التعبير والإنشاء وقد يكون المنهج الجديد اكثر حيوية ونشاطاً للطلاب من المنهج السابق.
وليس من حقي الاعتراض على ما تقرره الوزارة بل إنها تسعى وتقرر من أجل المصلحة العامة بعد الدراسة من الأشخاص المختصين في التربية والتعليم.
يا أخي وزميلي الأستاذ خالد, أنت تعرف أن أي شيء لا تأخذه في ذهنك تكون عنه غافلاً ولهذا فإن الله سبحانه وتعالى قد نفى عن نفسه صفة الغفلة حيث قال: ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون الآية رقم 42 من سورة إبراهيم عليه السلام, ونهى الله عن الغفلة عما ينفع حيث قال مخاطباً رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم: ,, ولا تكن من الغافلين جزء من الآية رقم 205 من سورة الأعراف, وحينما تبرأ المعبودون من الذين عبدوهم في الدنيا قال تعالى: فكفى بالله شهيداً بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين .
الآية رقم 29 من سورة يونس.
ولعدم معرفتي بما قررته الوزارة من المنهج عبرت عن ذلك لخلو ذهني من هذا الأمر وقد شاركني الذين لم يعلموا بذلك وكان حالهم مثل حالي.
أما مسألة علمك يا أخي بهذا المنهج قبلنا فهذه مسألة تخصك ومن معك في العلم وليس من حقنا محاسبة الآخرين عن التقصير في إيصال المنهج مبكراً إلى جميع مدارس المملكة بالسرعة المطلوبة, أما قولي باستحالة تطبيق المهارات الخمس فهذا قول يشهد له الواقع لأننا اختبرنا الطلاب في اختبار منتصف الفصل الدراسي الأول للعام 1421ه حسب المنهج القديم وحينما انتهينا من الاختبارات علمنا بالمنهج الجديد للتعبير والإنشاء.
ياأخي كيف نطبق مهارات فات زمانها وفاتت حصصها؟
أما الرؤية من حيث تقويم الطالب حسب معرفة المعلم بطلابه فهذا واقع وأنا هنا أتحدث عن نفسي فإنني أعرف طلابي من حيث الجودة أو الرداءة ومن حيث السلوك الحسن أو السيئ في الفصل خاصة وكل مادة أعرف مستوى طلابي في مادة القواعد والنصوص والقراءة والتعبير والإملاء من واقع مقرر كل مادة من هذه المواد ولم نخلط بين هذه المواد من حيث تقدير الدرجات لكل مادة على حدة, فإذا قلت معرفة المعلم بطلابه فإنني أعني أن المعلم يعرف مستوى كل طالب بكل مادة من مواد اللغة العربية الخمس.
ومن أجل الإلمام بكل المهارات المقترحة لمادة التعبير والإنشاء وحتى يمكن إنجازها بيسر وسهولة في كل فصل دراسي اقترحت ان تكون المهارات التي تسجل في بطاقة تقويم الطالب ثلاث مهارات فقط بدلا من الخمس, ولهذا فإنه من الأفضل حسب وجهة نظري الفصل التام بين مهارات الفصل الدراسي الاول عن مهارات الفصل الدراسي الثاني ولا أتفق مع الأخ الزميل الأستاذ خالد في قوله أما المهارات فخمس ويمكن فيما تبقى أن ينجز البعض والبقية تحاول التنسيق كأن تجعل مهارة أو أكثر للفصل الثاني أو إحدى حصص القراءة حتى لا تصبح لديك قضية واقول حتى لا تصبح لدينا قضية يجلب الفصل التام بين مهارات الفصل الأول ومهارات الفصل الثاني فكل فصل دراسي تكون مهاراته مستقلة عن الفصل الآخر، حيث من الممكن أن يتحسن مستوى الطالب خلال أيام الفصل الدراسي الثاني ولا زلت مصراً على اقتراحي السابق الذي نشرته جريدة الجزيرة في عددها رقم 10304 في 18/9/1421ه.
بل أرجو من الذين يهمهم الأمر الاطلاع على الاقتراح والأخذ بما يخدم المصلحة العامة.
يا أخي خالد لماذا ركزت على مسألة الغفلة وكررتها مرتين؟
لماذا يا أخي لم تتطرق إلى اقتراحي بشأن موضوع الإملاء لا تأييدا ولا مخالفة بل أهملته؟
مع أنني أرى ضرورة طرحه ومناقشته ومن الممكن العودة لعدد جريدة الجزيرة المذكور لدراسة الاقتراح ومن ثم الحكم عليه سلباً أو إيجاباً, وعلى أية حال أقول سامحك الله وأشكرك لإثارة الموضوع مرة أخلى لعل في هذه الإثارة ما يساعد على الاهتمام بهذا الموضوع ودراسته من قبل من يعنيهم الأمر سواء المهارات الثلاث التي ذكرتها في مقالي السابق أو تقديم اختبار مادة الإملاء في المرحلة المتوسطة قبل موعد الاختبار النهائي لكل فصل دراسي بأسبوع فهذا الأسبوع يمكن ان يجعل منه السبت والاحد والاثنين اختباراً لمادة الإملاء لجميع صفوف المرحلة المتوسطة, ومسك الختام فإنني أرجو من وزارة المعارف الموقرة ان تدرس إمكانية تزويد مكتبات المدارس بالكتب التي تساعد على تدريس مادة التعبير والإنشاء لتكون هذه الكتب مساعدة لمعلمي اللغة العربية في كل مدرسة وتكون أيضاً دعماً لإنتاج هؤلاء المؤلفين الأفاضل في هذا المجال وتشجيعاً لهؤلاء على المزيد من الإنتاج في مجال التربية والتعليم والله أسأل أن يوفق الجميع لكل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سالم بن عبدالله العنزي
متوسطة عبدالله بن أم مكتوم - المدينة المنورة
|
|
|
|
|