الحديث الصحفي الذي أدلى به صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية مؤخراً لجريدة الرياض,, معلقاً سموه على الأحداث البسيطة التي حصلت يوم العيد,, ابان الاحتفال,, تعكس في مجملها أشياء كثيرة,.
لقد حمل سموه أجهزة الأمن الجزء الأكبر من المسئولية وقال ما نصه,, انها مسؤولة بالفعل,, وإننا سنحاسب المقصر .
وهذا التصريح الصادق الصريح,, يعكس بالفعل,, حجم الدقة والمتابعة والمسؤولية والامانة,, والصدق والوضوح,, الذي يتمتع به المسئول,, ويظهر جلياً,, ان المسئول هنا,, لا يتوارى عن الحقيقة,, ولا يسعى لطمسها أو للتمويه على الآخرين,, بل ان الوضوح والصدق والحقيقة,, هي التي ستظهر.
وزارة الداخلية لدينا,, فوق أنها وزارة ثقافة وفكر وتربية,, وصحة وتعليم وخدمة اجتماعية وانسانية,, فهي أيضا,, وزارة أمن,, وعندما تسعى هذه الوزارة لأداء مهمتها كوزارة أمن,, فإنها لا تعمل كما تعمل بعض الوزارات في بلدان أخرى,, عندما تلجأ للعنف والقسوة وتطبيق عقوبات صارمة بحق المخطىء وغير المخطىء.
في هذا البلد,, بلد الأمن والسلام والرخاء,, وزارة الداخلية,, وزارة توعية وتثقيف وتوجيه.
هي وزارة خدمة هاجسها خدمة المواطن وتحقيق مصلحته وحفظ أمنه,, وليس هدفها إيذاءه أو مضايقته.
المسؤول الأول في هذه الوزارة,, هاجسه دوماً = المواطن = إذ يسعى بكل ما يملك لتوفير الأمن والاستقرار ورغد العيش,, والراحة له ولأسرته .
وعندما تسعى الوزارة لسن لوائح وقوانين أو نظم جديدة,, فإنها تخضع لدراسة على ايدي خبراء مهرة,, وتخضعها للمزيد من التقيين المستمر,, حتى تضمن ملاءمتها,, حتى لا يكون المواطن هو محط التجربة.
وعندما تهم الوزارة بتطبيق لوائح وانظمة جديدة,, حتى لو كانت أنظمة سير,, فانه يسبقها اعداد وتوعية وإعلام لعدة أشهر,, كما هو الشأن في تطبيق انظمة ولوائح المرور الجديدة,, حيث سبقها عام من التوعية وتبصير الناس عبر وسائل الاعلام بأهمية هذه النظم الجديدة,, وكيف سيتم تطبيقها.
في بلدان أخرى,, يصبح المواطن ويفاجأ في الشارع,, أو عند باب منزله بنظام جديد,, وقد يخرج رب الأسرة لعمله أو للبحث عن لقمة العيش له ولأولاده فلا يعود إلا بعد أشهر أو سنوات.
إن المتابع لتصريحات واحاديث سمو وزير الداخلية,, يلحظ في خطاب سموه دوماً,, هذا الهاجس العظيم,, وهو خدمة المواطن وراحته وأمنه وسعادته,, والبحث عن افضل السبل لتوفير أعلى درجات الأمن والاستقرار له.
ورغم مشاغل والتزامات سموه في هذا الجهاز الكبير الأمن وثباته,, فإنه لم يغفل ابداً عن هموم الشباب السعودي,, دراسة وعملاً وتوظيفاً ورعاية,, فقد اهتم سموه بالسعودة,, وقاد حملة ناجحة تعد من أقوى الحملات الوطنية,, من أجل المواطن السعودي,, ومن أجل راحته ورفاهيته,, وبذل سموه في سبيل ذلك,, الشيء الكثير من وقته وجهده وتفكيره ومتابعته,, وترأس اللجان المسؤولة ومتابعة نشاطاتها,.
ومع هذا,, فقد سعت الجهات المسئولة عن القوى العاملة وتوظيف الشباب السعودي بخطوات وثابة,, خطوات مدروسة كلها موضوعية وعقلانية ورزانة وهدوء وبُعد نظرة,, فجاءت نتائجها مبهرة,.
طوات مدروسة تعلن في كل عام نجاحا جديداًً وخطوة اخرى نحو الطريق الصحيح,, وليست خطوات انفعالية متشنجة,, وليست ملاحقة ولا مطاردة ولا ايذاء لأي شخص مهما كان.
فيما قاد سموه,, الحملة الناجحة الاخرى,, التي نظفت البلاد من أكثر من مليون ونصف المليون مخالف لنظام الاقامة,, وفق لوائح ونظم دقيقة ومدروسة,, دون أن يتم في هذه الحملة إيذاء أو الاضرار بأي طرف مهما كان,, ليتم ذلك بانسيابية وبنجاح شهد له العدو بل الصديق,, وليغادر من أراد المغادرة,, وليبق من صحح وضعه,, في حملة قامت على الوعي والمسئولية والتخطيط السليم.
أعود إلى لب الموضوع وأقول: إن تصريح سموه الأخير,, ليس جديداً ولا غريباً,, ان يقف إنسان صادق موضوعي ويقول,, نحن مسؤولون عما حصل,, وسنعالج الخطأ وسنحاسب كل مقصر,, لأن هذا,, هو المنهج الصحيح,, وهذا,, هو الاسلوب الأمثل لتجاوز السلبيات والأخطاء,, فمن منا لايقصر,, ومن منا لايخطىء؟,.
ولكن,, من هو الذي يعترف بالخطأ,, ومن هو الذي يعد بتصحيح الخطأ؟!
نه الشخص الصادق النزيه الواثق من نفسه ومن خطواته.
انه الإنسان العملي المخلص لرسالته,, انه الشخص الباحث عن الحقيقة في مضانها.
إن وزارة الداخلية,, شهدت وتشهد تطوراً كبيرا في سائر قطاعاتها,, قادها هذا الإنسان الماهر بكل كفاءة ومسئولية,, وحلّق بها عالياً نحو آفاق رحبة من التطور والانجاز,, ساعده في ذلك,, عضده الأيمن,, رجل المسئولية,, صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداحلية,, والذي كان بالفعل,, نعم الساعد والعضد الأيمن,, فقد تحمل سموه اعباء المسئولية,, واضطلع بدور رائد فاعل ناجح في هذه الوزارة,.
ثم انضم الى قمة المسئولية صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية,, لتنطلق الوزارة نحو نجاحات أخرى,, ولتتعاطى مع المرحلة الراهنة بكل وعي ومسئولية.
أخيراً,, يجب ان نحفظ لوزارة الداخلية,, انها لم تهرب يوماً من الحقيقة,, ولم تسع يوماً لاخفاء معلومة مهما كانت,, بل اننا اعتدنا منها دوماً,, ان تكون المعلومة واضحة ظاهرة صادقة,, سريعة في متناول كل مواطن لحظة الحدث لتحمل كل ابعاده بكل وضوح.
لم نعهد من هذه الوزارة,, سوى السعي لراحتنا وخدمتنا وخدمة كل من تطأ قدماه ارض هذا الوطن,.
وكمثال قريب,, فإن لها موعداً سنوياً بعد أيام بسيطة في ثرى مكة الطاهرة,, لتقدم لضيوف الرحمن,, الخدمة الطبية والعلاجية والاسعافية والاجتماعية والغذائية والإنسانية,, وخدمة التوعية والإرشاد والتوجيه والتثقيف الشرعي قبل الخدمة الأمنية.
هذه,,, هي وزارة الداخلية,, وهذا ما اعتدناه منها,, وهكذا تتعامل معنا منذ ان أنشئت.
نحمد الله جلت قدرته,, أن جعل قيادتنا في تلك الايدي الأمنية النزية,, التي تخاف الله,, وتعمل بكل ما تملك,, من أجل راحتنا واستقرارنا وأمننا,,
ومن أجل الوطن والمواطن.
|