مازلت عاصمة للعلم والأدب
وللثقافة,, يا اغرودة الحقب
ولم يزل يتغنى الحرف منتشيا
على رمالك في الوديان والهضب
وفوق دنيا من الأمجاد عابقة
بالطيب,, من خلقٍ زاكٍ ومن حسب
ومن معالم يعتز الفخار بها
ويرفل الحسن في أفيائها القشب
فمن هنا بدأ التاريخ رحلته
وسار خلف خطا إنساننا العربي
ومن هنا عرف الإنسان قيمته
والتفّت البيدُ والكثبان بالسحب
فلست عاصمة تزهو الثقافة في
ربوعها,, كارتعاش الطيف في الهدب
وحين يفتر ثغر الصبح,, لا حلم
يبقى,, ولا أمل يدنو لمرتقب
وانما انت صرح شامخ ضفرت
فيه القواعد بالأقلام والقضب
وبالرؤى الخضر ينهل السلام على
سهولها الفيح في ظل القنا الاشب
جنادرية يا بنت الرياض,, ويا
إضمامة من زهور غضة الأُهب
اعدت بالحب والابداع ملحمة
تضرجت بالسنى والعطر واللهب
فدعوة الحق والإيمان ما ارتفعت
يوما,, وسارت بلا جهد ولا نصب
ولا تسامت على الأيام مآثره
إلا بزند من الاشواك مختضب
فلتهنأ اليوم,, وليهنأ احبتنا
فالفجر لاح سناه غير محتجب
هذا أخ الفهد عبدالله ,, أي سنى
يلوح فوق جبين الفارس العربي
وأي أمثولة للمجد قد نبضت
بها مشاعر قلب مشفق حدب
أطل والعز والعلياء,, ماثلة
على قوام كقد الرمح منتصب
وملء عينيه أحلام منضرة
غراء,, تومض بالتصميم والدأب
على سناها رأينا الدرب نحو غد
يفضي بنا لصباح النصر والغلب
وتستضيء به أجيال أمتنا
في مهمه غائم الأبعاد مضطرب
وها همُ الأمراء الصيد في بلد
يعتز بالصيد من أبنائه النجب
كهالة البدر,, قد حفوا به,, ولهم
في ظله هدى نبراس وقلب أب
تألقت بهم الدنيا سنى,, وشذى
واخضوضرت بندى كالغيث منسكب
فحيثما لاح ضوء الشمس منتشيا
او اكفهرت غواشي الليل بالنوب
رأيت اطلالة تسمو الحياة بها
ويزدهي كل محزون,, ومكتئب
وغردت بسمة في ثغر زنبقة
مخضلة البوح,, من وجد ومن طرب
وحيثما رنّم الحادي,, او انطلقت
في الجو ماردة في لجة الصخب
تناغمت مهج بسرى الاذان بها
على جناح بغير الطهر لم يجب
مآثر وأياد كلما هطلت
تفتح الورد في أجنان منتحب
واستشرفت لغد الإسلام افئدة
تطلعت دون اغلال ولا حجب
فأبصرت جوهر الإيمان مؤتلقا
يجلو باشعاعه محلولك الريب
وراية الحق والتوحيد خافقة
على الذرى تتحدى كل محترب
جنادرية يا صرح الثقافة في
عصر بغير النهى والعلم لم يثب
وياترانيم عشاق بمتكأ
على الرمال بواد سال بالذهب
وهينماتُ صبا نجد تؤرقهم
حينا,, وحينا تضم الهدب للهدب
ويا صحائف من تاريخ امتنا
تضوع العطر فيها بالدم السرب
فيك العصور تلاقت بعدما امتزجت
الوانها,, وتسامى الجد باللعب
وفيك كل الثقافات التقت,, وغدت
بعد الصراع,, وبعد المنطق الذرب
لقاء افئدة يسمو الحوار بها
عن بهرج القول او مسترخص الخطب
تطلعي,, هاهمُ رواد امتنا
وقادة الفكر قد حيوك عن كثب
جاءوا إليك وفي اعماقهم شغف
إلى وجوه سناها عنك لم يغب
جاءوا مع الحب يحدوهم شبا قلم
حر,, وفكر رفيع غير مستلب
وموقف يتحدى كل منحرف
عن السبيل,, ويصمي كل مغترب
ويغرس الحب والإيمان في مهج
اودى بها الجدب,, او ماتت من السغب
جاءوا كما نحن جئنا من مواقعنا
في ظل مملكة تزهو على الشهب
سما بها الفهد ,, واعتزت باخوته
وبالمواطن,, لا بالمال والنشب
جاءوا كما نحن جئنا,, مهجة صدحت
نشوى,, على ساعد كالصارم الضرب
ليستعيد بنا الاقصى بشاشته
ويرعوي كل أفاق ومغتصب
ومرحبا: متعب الأعداء في بلد
لولاه,, ماتت قضايانا من التعب!!
فلن تعود إلى الدنيا نضارتها
الا بنا نحن في ظل القنا الأشب
فبالحنيفية الغراء,, قوتنا
وعزنا,, وبخير الرسل والكتب
صلوا عليه كما صلى الإله,, فقد
تبلج الوعد بالتمكين والغلب!!