| متابعة
لقد فقدت الأمة الإسلامية يوم الأربعاء 15/10/1421ه إماماً كبيراً وعالماً جليلاً وشيخاً مجاهداً ومعلماً فاضلاً إنه سماحة الإمام الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا إمامنا لمحزونون.
أيها الإخوة الفضلاء إن الكلمات لتعجز وتجف الأقلام إذا أردنا أن نتحدث عن مناقب ومآثر هذا العالم الرباني الجليل ولكنني سأقتصر على الحديث عن بعض الأساليب التي كان ينهجها فضيلته أثناء تعليمه لطلابه علّنا نستفيد منها جميعاً وخاصة الزملاء من المعلمين الفضلاء.
إن من أهم ما يميز أسلوب فضيلته في التعليم رحمه الله ان لا يدع أي مسألة شرحها إلا وسأل عنها طلابه وحاورهم فيها بأسلوب خال من التكلف والتعالي وهذا الأسلوب يجعل الطالب لا يمل من الدرس بل يكون يقظاً وذلك لتوقعه السؤال في أي لحظة وكان فضيلته لا يقتصر في أسئلته على القريبين منه بل قد يسأل من هو في آخر الحلقة وهذا يدل على اهتمامه رحمه الله بجميع طلابه بلا استثناء.
ومن الأساليب التربوية التي كان ينهجها فضيلته إدخال البهجة على طلابه أثناء درسه وما زلت أتذكر ذلك الموقف الذي حصل أثناء زيارتي وبعض الأخوة الفضلاء لفضيلة الشيخ ابن عثيمين في عنيزة حيث جلسنا مع فضيلته جلسة خاصة وأثناء إلقائه الدرس سأله أحد الإخوة عن حكم لبس الساعة المطلية بالذهب وبعد بيان الشيخ للحكم الشرعي للمسألة قال لصاحب السؤال مازحاً البس يا ولدي ساعة من خشب وضحك رحمه الله تعالى وكم كان لهذه
الكلمة من أثر كبير في إزالة السآمة والملل عن الطلاب.
وكان فضيلته أيضاً يهتم كل الاهتمام بطلابه حيث كان أثناء إلقائه لدرسه يهتم بطلابه ويحرص على أن يكونوا جميعاً معه مصغين له متيقظين وإذا وجد أحد طلبته شارد الذهن قال له انتبه يا رجل وهذه الخصلة يجب علينا معاشر المعلمين الاستفادة منها وتطبيقها على طلابنا حيث نحرص على متابعة الطلاب أثناء الدرس ولنا في شيخنا أسوة حسنة.
أيها الاخوة الفضلاء نعم لقد مات ابن عثيمين ولكن لم يمت علمه وطريقته ومنهجه وأسلوبه فلنغترف من هذا البحر الزاخر وننهل منه ونستفيد منه وننقل للناس ما استفدناه من هذا العالم الرباني.
ويصدق فيه قول الشاعر:
تبكيه مكة والمشاعر كلها
وحجيجها والنسك والإحرام
تبكيه طيبة والسهول ومن بها
وعقيقها وجبالها الأعلام
تبكيه كل الارض حزن واشتياق
غربا وشرقا أمة الإسلام |
نسأل الله عز وجل ان يتغمد شيخنا بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويخلف على الأمة بخير منه إنه سميع مجيب.
أحمد عبدالرحمن العواد
متوسطة ابن رجب الحنبلي
|
|
|
|
|