رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 20th January,2001 العدد:10341الطبعةالاولـي السبت 25 ,شوال 1421

متابعة

ورحل علم المملكة الثاني
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان الا على الظالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين اما بعد:
في الاعوام الماضية كنا نقول حفظ الله شيخنا محمد العثيمين وقبل شهور نقول شفاه الله واليوم نقول رحمه الله, فتلك هي الدنيا تفرح وتحزن فالامة الاسلامية في هذه الايام تنعي فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ففي خلال عامين او اكثر قليلا توفي ثمانية من العلماء ولا نقول الا الحمد لله على قضائه وقدره فعندما توفي سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله صارت وفاته مصيبة كبيرة على المسلمين واليوم تتجدد المصيبة علينا نحن المسلمين بفقد علمنا الثاني (انا لله وإنا اليه راجعون) وانا في هذا المقام لا اتحدث عن حياته وسيرته العلمية فكفى ما كتب ولكن اقول ان هناك دروسا وعبرا نستفيد منها نحن الاحياء وهي ما يلي:
1 كان الشيخ رحمه الله عالما بارعا في علوم الشريعة وعلوم اللغة العربية وكان ذا همة عالية تجاه العلم وانتثر علمه في كل مكان فلا يخلو أي منزل من وجود كتاب او شريط او رسالة الا ومكتوب عليه محمد صالح العثيمين بل مترجمة الى اللغات الاخرى فلماذا لا ترتفع همتنا وتعلو تجاه العلم والعلماء فالعلم متوفر في كل مكان وفي كل زمان فالعلم في المساجد وفي المدارس وايضا في اي وقت يريد الانسان العلم فهناك الكتب والاشرطة التي شرح بها انواع المتون والفنون.
2 كان الشيخ رحمه الله زاهدا في امور دنياه ولا تساوي الدنيا عنده جناح بعوضة بل يأخذ منها الكفاية ويترك الباقي ليقوم بتوزيعه على المحتاجين.
3 كان الشيخ رحمه الله قمة في التواضع ولين الجانب بل قال عنه بعض طلابه: لم الاحظ من الشيخ تكبراً في اي يوم بل كلما نواجهه نزداد منه علما وتواضعا, واذكر انا شخصيا قبل سنتين كان هناك في بلدنا حفل تخريج لحفظة كتاب الله تعالى وحضر الشيخ وبعد الانتهاء من صلاة العشاء واراد الشيخ ان يخرج استقبله الناس عند الباب من اجل السلام عليه ولما اراد ان يذهب واذا بثلاثة صبيان يجرون فلما رأوا الشيخ توقفوا وناداهم الشيخ وسلم عليهم وكانوا يريدون ان يقبلوا رأسه فحنى نفسه لهم والمواقف الدالة على تواضعه كثيرة, فلماذا نتكبر نحن الاحياء وعلى ماذا نتكبر فينبغي علينا ان نتواضع لله تعالى ونتواضع للناس وعندما سمعت الناس في المجالس والاحاديث العامة وفي الصحف يتكلمون عن تواضع الشيخ ذكرت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا وما تواضع احد لله الا رفعه).
4 تذكروا اننا في آخر الزمان وقد ورد انه في آخر الزمان يقبض العلم وذلك بقبض العلماء.
5 ينبغي علينا أن نتذكر انه في هذا العصر كثرت الوفيات ولو تأملنا بين الذين يتوفون لوجدنا من بينهم من هو من خيرة الناس ومن افضلهم علما وتقى وصلاحا وهداية.
6 ان الموت آت لا محالة ولكن ما هي الحالة التي يأتيك الموت وانت عليها فشيخنا محمد رحمه الله مات وهو يدعو الى الله, وفرق بين من يموت وهو ويقرأ القرآن وبين من يموت وهو متلذذ بما يخالف شرع الله, هذه قبسات من حياة شيخنا محمد رحمه الله.
علي الحرير
القصيم الرس

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved