إبكِ عنيزة فالمصاب عظيم

بل ياجزيرة ما دهاك أليم

الشيخ مات؟ هل المهاتف صادق؟

أم ذاك وهم شاع فهو سليم

يا عالم الحرمين إن لفقدكم

هم على كل القلوب جسيم

فالجامع المحزون بعدك مظلم

وعليه ليل دامس وبهيم

وعمارة الطلاب صارت مأتم

ببكائهم طافت عليها البوم

موت المشائخ ثلمة ومصيبة

والحزن فيها قائم ومقيم

فهم النجوم لمن أراد هداية

وهم الحيا للأرض بل كالديم

يا أمة الإسلام بدر قد سرى

بالعلم يهدي السائرين حليم

كنز العقيدة والشريعةعلمه

يحذي به الطلاب وهو رؤوم

ياحامل الوحيين يانبراسنا

ياخير من يسمو به التعليم

قد كنت فينا في المسائل مفتيا

يحكي علاكم صالح وكريم

لم تجتذبك شواغل الدنيا ولا

لذاتها فالزهد منك عظيم

يا عابداً يا زاهداً يا ثابتا

طوداً وبحر المغريات عميم

رغم المواجع في المواضع كلها

تعطي الدروس لنا وأنت سقيم

لم يثنك المرض الأليم بثقله

عن واجب حتى حواك أديم

جنات عدن بالزخارف زينت

للصالحين المخلصين نعيم

حور وألوان الطيور شهية

فردوسها فيه النعيم مقيم

بجوار رب العالمين وأحمدٍ

والأنبياء والصالحين مديم

مامات من خدم الأنام بعلمه

فالعلم حي زاخر وعميم

والأجر باقٍ ما أستفيد بعلمه

عبر القرون سيثمر التعليم

يا طالب العلم احتسب في أخذه

لتظل بين العالمين زعيم

فلئن بكينا فقده من بيننا

وجداً عليه والفؤاد كليم

فلقد تبسم ضاحكاً في نزعه

للقاء رب راحم ورحيم

فاخلف لنا يا ربنا من بعده

علماً بحل المعضلات عليم

والحمدلله الذي نرضى به

وبحكمه ومع الرضا التسليم

صلوا على خير الأنام محمد

فبذكره للمؤمنين نديم