أجدادنا الأوائل لم يتركوا شاردة ولا واردة إلا وجعلوا لها مثلا,, ورسموا لها اشارة تحذير,, أما نحن فباسم التطور والحضارة,, دخلنا أوسع الأبواب ولو كان داخلها العذاب,, وهذا ما حصل فعلا,, لو أنك جلست في أحد المجالس وسمعت مَن يتحدث عن الفضائل والشيم والغيرة على المحارم ورفض التفسخ الحضاري,, والسقوط الأخلاقي,, لسمعت عجباً,, إذن كيف سمحنا لهذه الأعلام القذرة,, أن ترفرف في سماء أرضنا الطاهرة النقية,, التي تحرص على الأخلاق السامية,, وتغار على المحارم وتحارب كل ما هو مثير للشك والريبة.
ولقد قال الأولون,, الماء من لون الاناء,, وقالوا,, المرء من خليله فانظر الى من تخالل,, هناك من رزقوا المال,, تخاللوا مع نوعية من الاجناس لا هم لها إلا العيش على الموائد وملء البطون والجيوب,, وهؤلاء هم الذين زينوا لأولئك مسائل ما يسمى بالحضارة والتطور,, أما كيف يتناسب ذلك مع قيمنا وأخلاقنا العالية المتوشحة بوشاح الاسلام الطاهر فهذا مالم يفكر فيه واحد من أولئك, وانما هي ضحكة اعجاب بعدها يكون الطوفان,, وبالأمس تكلمت احدى الصحف عن احدى المذيعات في قناة تلفزيونية من تلك القنوات التي شقت جلباب الحياء من زمن, وقالت الجريدة بعد نشر صورة تلك المذيعة انها لا تملك من مؤهلات العمل الاعلامي أي شيء,, وهي تخاطب الناس بحركات عينيها,, وشفاهها ولا ندري عن الباقي,, وهل هي الوحيدة التي تعمل ذلك في القنوات الفضائية التي غزتنا,, ووسع لها الباب للدخول منذ البداية,, لا,, فإن في الحي ألف زامر,, ومن الغريب أننا نعاقب المراهق الذي يركض خلف كل شيء أسود,, ونسمح لتلك القنوات بالسح والدح,, أليس هذا أسلوب متناقض في حياتنا, وقد ارتخى الحبل كثيرا فالمشاهد للعمارات والفلل التي تحت الانشاء وهو ذاهب لمسجد الحي,, وقد أذن المؤذن,, أن العمالة تعمل وفي جو آمن,, وهذا باب آخر تراخينا في صده,, ومن أمن العقاب أساء الأدب.
ويقولون ان بعض العمال غير مسلمين,, إذن لماذا تحرص وزارة الداخلية في رمضان على التشديد على من يفطر من غير المسلمين أيام الشهر وأنه سيتعرض للعقاب,, إن بلادنا بلد مسلم لا يقبل النسبة,, وما جاءنا هذا البلاء إلا من فتح الباب أكثر من اللازم ومن التراخي مع هؤلاء العمال,, وأصحاب الشركات والمؤسسات والثقة العمياء فيمن يعمل معنا في أموالنا ومؤسساتنا ولاشك ان عدم وضع حد لذلك سيجلب مالا تحمد عقباه وسيتسع الخرق على الراقع,, ولات ندم.
|