| عزيزتـي الجزيرة
احتضنت بلادنا خلال الأيام الماضية نخبة من بلاد الخليج تخصصوا في بناء العقول ولا عجب ان نقول ان العقل يحتاج إلى بناء لأن التفكير الابتكاري مثلاً يحتاج إلى مهارات وهذه المهارات تحتاج إلى تعليم وبناء.
إن هذا التجمع الخليجي يعكس مدى اهتمام حكومات هذه البلاد الخليجية بأبنائنا مبتدئة بمرحلة الكشف عن قدراتهم سعياً لتنميتها ليتسنى بعد ذلك توظيفها في صالح رقي البلاد.
إن هذا الوطن الخليجي يزخر بأبناء يفوقون البلاد الأخرى موهبة ونبوغاً وإبداعاً نظراً لأصالة معدنهم وسلامة فطرتهم, وكان ينقصهم في بادئ الأمر من يأخذ بأيديهم ويسهم في تذليل الصعاب وقد تحقق ذلك في هذا الوقت ولله الحمد حيث يجد ما يتمناه كل موهوب ومبدع فها هي مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين في المملكة العربية السعودية تستقطب المبدعين، وها هي مراكز الكشف عنهم تنتشر في بلادنا وها هي البرامج التراثية تتدفق من المتخصصين في هذا المجال, ولا شك أن الأمر مماثل في دول الخليج الأخرى.
إن الاهتمام بالطفل الموهوب دليل نظرة بعيدة تتطلع إلى مستقبل مشرق كما هو حاضر مشرف.
قد يظن البعض ان الطفل لا يمتلك قدرات تستحق الاهتمام القائم بينما يجب أن ينصب الاهتمام بالشباب الواعي.
لكن الحقيقة التي يؤكدها رجال التربية ان الطفل يمتلك قدرات ومواهب جديرة بالرعاية والاهتمام وان أفضل سن للكشف عنها هو سن الطفولة.
ولتأكيد تلك الحقيقة أود الإشارة إلى الملتقى العلمي الأول لإدارة علماء المستقبل الذي أقيم بدولة الكويت الشقيقة في شهر شعبان المنصرم حيث حددت أعمار الطلاب ما بين 7 10 سنوات وكان لي شرف مرافقة الوفد السعودي في هذا الملتقى وسرني ما رأيت من إبداعات طلابية سواء من وفدنا أو أطفال الكويت، قدرات فائقة ومواهب متفجرة، وإمكانات غير محدودة، كما سرني تسمية هذه الإدارة بهذا الاسم (إدارة علماء المستقبل) نعم لدينا علماء هم اليوم في أرض الميدان يزاحمون علماء العالم بعقولهم النيرة حتى أوجدوا لهم مكاناً بارزاً وسيكون لدينا علماء أكثر عدداً في المستقبل القريب بإذن الله ما دام الاهتمام بلغ هذا الحد.
ولا شك أن الطريق صعب وطويل ويحتاج إلى مزيد من البحوث والدراسات ولكن الثقة بمؤسساتنا التربوية الحكومية منها والأهلية تجعلنا نثق أن المستقبل مشرق بإذن الله.
لذا أصبح لزاماً علينا كمربين أن نهتم بهؤلاء البراعم ونبحث عن مكامن الإبداع وننميها ونتبين المواهب ونصقلها.
إن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لهذا الحدث الكبير لهو دليل حرص وعناية من ولاة الأمر وفقهم الله على نجاح هذا الملتقى.
أملنا بالله ثم بهؤلاء النخبة ان نسمع منهم كل جديد ومفيد لأبنائنا شباب اليوم ورجال الغد وفقهم الله وسدد على طريق الخير خطاهم.
والله الموفق،،
علي بن عبدالعزيز المتعب
مشرف النشاط العلمي
تعليم الزلفي
|
|
|
|
|