| عزيزتـي الجزيرة
العيد كلمة جميلة، تعبر عن الفرحة والبهجة والسرور,, حيث تكون القلوب مشرعة للأحاسيس الطيبة والمشاعر الدفاقة.
والعيد يترك للمشاعر ان تتداعى,, فيكتسي رغما عنا بحزن يستثيره واقعنا في بعض جوانبه.
فهل يتشكل السرور فينا ونحن نرى ممارسات الذل والإهانة تصيب النساء والأطفال والشيوخ والشباب في فلسطين الغالية؟
كيف يعرف الفرح طريقه إلى قلب الناس والبشر يعانون من ويلات متعددة ومتنوعة حروب,, أمراض ,, حوادث سيارات,, حرائق ,, قتل,, تشريد أطفال,, إلخ,,إلخ,.
على الصعيد الشخصي عشت عيداً اختلط فيه الدمع بالفرح,, وامتزج به الألم بالأمل.
أيام رتيبة عشتها على فراش المرض منذ رمضان المبارك ظللت أتلقى الاتصالات خلالها من الإخوة والأخوات السائلين عن صحتي، فكانوا بعد فضل الله تعالى سببا في تماثلي للشفاء، بعد عون كريم من الأخيار الذين ساهموا في دخولي مستشفى الأمراض الصدرية (صحارى).
عدت الآن بحمد الله إلى عزيزتي الجزيرة وقرائها الكرام,.
أصافحهم بالكلمات وأبوح ببعض مكنونات ترسخت في الوجدان عن العيد,, شؤونه وشجونه.
ومرور العيد حتى على الشعراء قد يكون مثيراً لعواطفهم حزناً وعوضاً عن السرور والمرح يعيشون في دمع وكمد,, فماذا يكمن وراء هذا الحزن يا ترى؟ لنعش مع بعض الشعراء في العيد,, لعل في شعرهم ما يخفف آلامنا وأحزاننا.
* الشاعر أبو فراس الحمداني كان أسيراً في سجنه فجاء العيد فقال:
يا عيد قد عدت على ناظر
عن كل حسن فيك محجوب
يا وحشة الدار التي ربها
أصبح في أثواب مربوب
قد طلع العيد على أهله
بوجه لا حسن ولا طيب |
* بينما الشاعر محمود حسن إسماعيل الذي يزهد في العيد وأفراحه لتلك الآلام التي تتركها في قلبه دموع أطفال يتامى فإنها تثير الأحزان في نفسه من أجل ضعفهم وبؤسهم فيقول:
يا فرحة العيد ما لي لا يساورني
لديك إلا أسى في القلب موار
لم يكفني مدمعي أجرى سواكبه
هم أناخ على جنبيّ جبار
وترصد الروح أني خالسته طغى
ولفها منه طي البؤس إعصار
تزاحمت حولك الأحزان عاصفة
إذا ولى كدر هدتك أكدار |
* أما الشاعر الواواء الدمشقي فلا يسره العيد بل يزيد أحزانه لأن العيد يذكره بما في الذكريات السالفة من عهد الأحبة والخلان فيقول:
من سره العيد فلا سرني
بل زاد في شوقي وأحزاني
لأنه ذكرني,, ما مضى
من عهد أحبابي وخلاني |
* وما أقسى لوعة الفراق على قلب الشاعر فأحد الشعراء المعبرين يطل العيد عليه وهو شقي القلب غير سعيد لبكائه على أيام أنسه في وطنه المحبوب وعلى فراق أمه فيقول:
أطل العيد جزلاناً يغني
ويضحك للطفولة من بعيد
ولما صار في بيتي رآني
شقي القلب في بيت سعيد
أنا الباكي على أيام أنسي
ونادب لذة العيش الرغيد
أيفرحني بعيداً عنك عيد
وقربك فرحتي الكبرى وعيدي |
* أما الشاعر عبدالحميد الديب الذي كانت حياته فقراً وبؤساً وحرماناً وألماً وأحزاناً فيقول في العيد.
عيد تطالعني والعيش منكود
لانت يوم الأسى والحزن ياعيد
يجدد الناس من لبس ومن فرح
وعندنا للأسى والهم تجديد |
فهذا هو العيد ورغم صدق المعاناة والألم الحزين إلا ان العيد سيظل رمزاً للفرح وتاجاً للبهجة والسرور.
وسيلة محمود الحلبي
كاتبة ومحررة صحفية
|
|
|
|
|