| الجنادرية 16
* الجنادرية محمد المسعود
بناء المنازل بالطوب مهنة أوحرفة انتهت مزاولتها وأصبحت من أهم الحرف التي نراها في مهرجان الجنادرية وكل عام تشارك منطقة الجوف بأحد الحرفيين بهدف التعريف بالحروف وخاصة الأشخاص الذين لم يعاصروا بناء المنازل بالطوب (اللبن).
ويعد علي حمدان السليمان من ابناء مدينة سكاكا مشاركا متكررا لممارسة هذا الدور الذي ورثه عن أبيه كمساعد له في صغره وبناء غرفة من اللبن او الطوب يستغرق الوقت الكثير كما قال علي وتعتمد صناعة الطوب على مزج نوع معين من التراب بالماء يضاف إلى كمية من التبن ليساعد على تماسكها بعد ذلك توضع كمية من الطين المتماسك بقالب مستطيل الشكل يتم نزعه عن الطين مباشرة ويترك ليجف عن طريق تعرضه للشمس والهواء ثم يتم استخدامه.
ويضيف السليمان ان البناء القديم افضل بكثير من البناء بالطوب المصنوع من الاسمنت وذلك من حيث ملائمته لظروف الطقس إذ ان البناء القديم يكون اقدر على التكيف من حرارة الصيف وبرودة الشتاء.
ويؤكد ان الثورة الحديثة في بناء المنازل وتزويدها بأفضل المصنوعات في التبريد والتدفئة ساعدت على عزوف الناس عن استخدام الطوب الطيني (اللبن).
وأنت تتجول في الساحات والأجنحة المشاركة المهرجان شارد الذهن عن في السؤال عن ماضي هذه الحرف والنهضة التي شهدتها المملكة في كافة المجالات تسمع صوتا قادما من أطراف ساحة الجنادرية وتذهب الى هذا الصوت وتقترب شيئا فشيئا لتجد أحد أبناء منطقة القصيم العم عبدالله الصالح الهديب الذي يبادرك بالترحيب قبل ان تبدأ عليه بالسلام وعندما سألته عن هذا الصوت قال انها السواني التي يتم تدريب الابل عليها وهو ما يسمى العساف والذي يستغرق حوالي خمسة أيام إلى عشرة أيام مضيفا ان هناك أنواعاً من الابل لا تقبل التدريب على هذا النوع من العمل.
وعن محتويات السواني يقول الهديب من اهم المحتويات: الكتبان والأرشية والسرح بالاضافة إلى دراجة توضع على فوهة بئر الماء بعدد ثلاث الى اربع مع عدد ثلاث إلى اربع محالات بالاضافة إلى عدة اشياء من الخشب.
وبين ان هناك اهازيج يتم ترديدها للتسلية والتشجيع على العمل وبذل مزيدا من الجهد ومن هذه الاهازيج مطلع لقصيدة:
يا عبيد فجر بالغرايس مسياه
لعلهن عقب الظما يطلعنه |
|
|
|
|
|