| أفاق اسلامية
أغلب الخلق يسعون في دفع الهم والغم عن أنفسهم بطرق شتى فهذا بالنوم وهذا بالشغل وهذا بالغناء وهذا باللهو واللعب وآخر بالمنومات كما جرى لأحد الطلاب في إحدى المدارس الثانوية حيث أعاد إحدى المراحل أربع سنوات ولم يكتب له النجاح، وقد لامه أهله كثيراً على رسوبه في السنة الخامسة ووعدهم بأنه سوف ينجح وعندما اقترب الامتحان وأحس من نفسه عدم الاجتهاد وانه يمكن ان يفشل في الامتحان وللمرة الخامسة فكر كثيراً كيف يغيب عن الامتحان فقلب الأمور فلم يجد بداً من أن يغيب عن الامتحان، وخاف إن تمارض كشف أمره، ويمكن أن تأتي له لجنة الامتحانات إلى المستشفى، ففكر وأمعن النظر فتوصل في نهاية الأمر إلى أن يسهر قبل الامتحان بيومين سهراً متواصلاً مع الإكثار من شرب المنبهات واستخدام الحبوب المنشطة.
وفعلاً نفذ ما بدا له فلما جاء يوم الامتحان ونبهه أبوه لصلاة الفجر قام ثم أغمي عليه فسقط على أحد الدواليب في غرفة النوم وجرح على إثرها في رأسه ثم حمل إلى المستشفى مغمىً عليه وهناك نوّم.
يقول: ولما فتحت عيني قليلاً لا حظت الممرضة فأغلقت عيني مباشرة لكنه لاحظ امرأة غريبة ولم يعرفها فأراد أن يتأكد منها ففتح عينه قليلاً بحيث لا تلاحظه الممرضة وإذا المرأة التي معها أمه وقد تغيرت وكبرت في السن لكن الممرضة لاحظته فخرجت تسعى وأعلنت الطوارئ واستدعي الاطباء فقال في نفسه ولماذا هذه الضجة ألأجل الامتحان، لا حول ولا قوة إلا بالله الآن تأتي لجنة الامتحان، حضر الأطباء فسأل: لماذا كل هذا؟ فأخبروه بأنه أغمي عليه عشر سنوات وقد طالت لحيته، فقد أغمي عليه وعمره (18 سنة) وأفاق وعمره (28 سنة) والغريب مع طول هذه المدة أنه أفاق وهو يخشى من الامتحان.
قلت: ولم أر في جميع الطرق طريقاً يذهب الهم ويحل المشاكل سوى الإقبال على الله فلا يفتح أمراً إلا باسمه ولا يدرك مأمول إلا بتيسيره ولا يفهم أحد إلا بتفهيمه ولا يدفع مكروه إلى برحمته وقد يجعل الطالب كل همه في التحصيل ثم يحول الله بينه وبين ما يريد بأتفه سبب، ولكن نقول لإخواننا الطلاب إن عليهم أن يبذلوا الأسباب ولكن لا يعتمدون عليها فقط، بل يبذل الطالب كل ما في وسعه ثم يقول يا رب عملت كل شيء أقدر عليه وبقي أشياء كثيرة لا أقدر عليها فاكتب لي بقدرتك النجاح والتوفيق.
تنبيهات جليلة حول الامتحانات:
1 إن أسئلة الامتحانات الدنيوية أسئلة عبد ضعيف لا يعرف نقاط ضعفك فربما جاء بأسئلة هي من أبسط الأمور لكن الله أعلم بتقصيرك ونقاط ضعفك فيسأل عن تقصيرك ولو كان كمقدار خردلة.
2 أن الواحد من الطلاب يذهب إلى الامتحان وكل واحد من أبوية يدعو له بالتوفيق والنجاح ولكن عرصات يوم القيامة أمام الاولين والآخرين ينادي العبد يا فلان ابن فلان قم إلى العرض على الله فتصتك قدماك ويصيبك الرعب أمام الأولين والآخرين وهناك تأتي كل نفس تجادل عن نفسها, إن الواحد منا لو دعي أمام عشرة آلاف ليسأل سؤالاً واحداً لا يدري ما هو لخاف كيف بيوم القيامة؟
3 إنك قد تظمأ في الامتحان الدنيوي فتجد الساقي وتتعب فتجد من يساعدك ولكن يوم القيامة إذا ظمأ العبد فلا ساقي له وإذا تعب فلا معين له.
4 الرضا عن الله فإذا وجدت أسئلة الامتحان سهلة فاحمد الله وان وجدتها عسيرة فاحمد الله حتى يرضى عنك الله لأن بعض الطلاب قد يكون ذكياً وتنقص عليه درجة فيحزن ويقيم الدنيا ويقعدها وربما تكون الأول فيصرف الله عنك ذلك وربما تصاب بعين فتبقى في عنائها العمر كله فإياك والتسخط.
رئيس هيئة الشعف
|
|
|
|
|