|
| أفاق اسلامية
يقول الحق تبارك وتعالى: انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ، والذكر هو كتاب الله تعالى الذي نزل به الوحي الامين الى رسول رب العالمين، ليكون نوراً وهداية على مر العصور والازمان، وقد تعهده الله تعالى بالحفظ، وهذا هو غاية الحفظ والصون، وقد تحقق ذلك بفضل الله بوسائل عديدة، واشكال مختلفة، تعاونت كلها من اجل هدف واحد نبيل، الا وهو حفظ كتاب الله.
لقد كانت مملكتنا الحبيبة ومازالت الركن الركين في البناء الاسلامي في عالمنا المعاصر، فهي الحضن الذي يحتضن كل ابناء الامة وهمومهم ومشاكلهم، وهي السند القوي لكل القضايا الاسلامية، وهي التي تمثل المجتمع الاسلامي الصحيح السوي الذي يقوم على القرآن الكريم، وهدي خير المرسلين صلى الله عليه وسلم ، وكانت بذلك المجتمع الاسلامي الدعوي الاول والاهم والاقوى في عالمنا الاسلامي.
ومن هذا المنطلق كان لبلادنا الحبيبة جهود عظيمة في حفظ كتاب الله، وهي البلاد التي حباها الله بالقيادة الراشدة الحكيمة والشعب المجيد والثروة والخيرات، فقامت بدورها على امثل وجه وبكل اقتدار، حيث قدمت كل ما تستطيع لخدمة كتاب الله حفظاً وطباعة وتدقيقاً، فكان هذا العمل فخراً لنا جميعاً في بلادنا خاصة والمسلمين عامة.
لقد كان مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة منبراً عالياً شامخاً بانجازاته بكل المقاييس، وقد وصل عدد النسخ المطبوعة فيه الى 150 مليون نسخة والحمد لله، طبعات لترجمة معاني القرآن الكريم الى مختلف اللغات، والامر الاهم هو ان توزيعه قد وصل الى مختلف ارجاء العالم، ولازال الامر متواصلاً، وسيبقى الى ما شاء الله.
وقد قام المجمع على اساس علمي منظم، وكانت له هيئاته، ولجانه المحكمة بحيث اضحى العمل فيه بغاية الروعة والاتقان، وكان مبعث فخر واطمئنان على الدوام.
ان مما لا شك فيه ان جماعات الخير، ولجان الخير، ومؤسسات الخير، وفاعلي الخير كثر في مملكتنا الحبيبة والحمد لله، واحياناً تحدث ازدواجية في العمل، وقد تحدث عن تلك القضية اكثر من مرة عبر وسائل الاعلام وخاصة الصحافة، والان اود ان اطرق باب الازدواجية في هذا المجال على وجه التحديد، فمنذ ايام، وتحديداً يوم الاربعاء 17/9/1421ه، نشرت صحيفة الرياض اعلاناً تدعو فيه ادارة المساجد والمشاريع الخيرية التي تتخذ من الرياض مقراً رئيسياً لها تدعو فيه للمساهمة، والتبرع في طباعة القرآن الكريم، وبهامشه التفسير الوجيز، وكذلك لبناء المساجد، وكفالة الايتام، وكل هذه اعمال طيبة مباركة، ونحن نشد على ايدي تلك الادارة ونبارك عملها، ونطلب من الجميع المساهمة في ذلك، ولكن بالنسبة لقضية طبع القرآن الكريم مع التفسير الوجيز، فان مجمع الملك فهد في المدينة المنورة يقوم بهذا العمل ويوزعه بالمجان، ويمكن لتلك المؤسسة الخيرية التعاون معه، والحصول منه على طبعات ونسخ بأسعار اقل، بدلاً من القيام بعملية الطبع من جديد، لاسيما ان عملية طباعة القرآن ليست بالعملية السهلة، وتحتاج للتدقيق ولكثير من الامور التي لا يقوى عليها اي كان، مع احترامنا للادارة الجليلة!!
على كل ان هي الا فكرة واقتراح، وربما تكون الادارة عازمة لعمل ذلك، ولا نستطيع الا ان نبارك العمل!
ونغتنم تلك الفرصة لدعوة جميع الهيئات والجمعيات الخيرية العاملة بهذا المجال ان لا تنسى هذه الناحية من التعاون مع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، فتساهم بذلك في نشر دعوة الخير, والله من وراء القصد.
alomari1420@yahoo.com
|
|
|
|
|
