| متابعة
لقد رزئت الأمة الإسلامية في آخر الأسبوع الماضي بوفاة شيخ الأمة محمد بن صالح العثيمين وصار ذلك مواصلة للعقد الذي انفرط بوفاة الشيخ الوالد عبدالعزيز بن باز والمحدث ناصر الدين الألباني، وان الأمة حين تفقد هؤلاء العلماء تفقد فيهم الحكمة والبصيرة الثاقبة التي لا تُدرك بحفظ المتون ولا بكثرة الاطلاع فحسب بل هي بعد توفيق الله تعالى وحُسن امتنانه على العبد تحدث بطول الممارسة ورجاحة العقل فيمكن ان يكون الإنسان عالماً ولكنه لايُعطي الفتوى ولا يستطيع أن يفتي، ولقد كان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله آية من الله تعالى في ذلك من معرفته مقصود السائل وإجابته بحسب حاله مما يعجب له المستمع والناظر من قوة الملاحظة وضبط العبارة ثم الحكمة المتناهية في حل المشاكل وكم مرت فتن يظن الإنسان أنها ستدمر ما بُني وتوقف مسيرة الركب فينبري الشيخ رحمه الله في حلها بما يطمئن القلوب ويثبت الفؤاد وفتاويه وأشرطته تشهد بذلك وعزاؤنا في نشرها بيننا والاطلاع عليها لنعلم قدر ما فقدناه من عالم وفقيه مفتٍ نسأل الله تعالى ان يعظم أجره ويبارك في طلابه الذين سيحملون الراية بقوة من بعده وفقهم الله تعالى ليكونوا خير خلف لخير سلف ووفق الله الجميع لتحمل الأمانة والعمل من أجل الدين العظيم والله الموفق.
علي خالد الشتيلي
محافظة المذنب
|
|
|
|
|