خطب عظيم حلَّ في وجداني
وتتابعت من بعده أحزاني
وتناثر الدمع الحسير لهوله
وتطايرت عن نومها أجفاني
واستغلق النطق وضاقت حيلتي
قد مات شيخ المسلمين الثاني
نبكيك يا شيخ المحبة والوفاء
يبكيك أهل الخير والاحسان
تبكيك نجد والحجاز وطيبة
والمؤمنون بسائر الأوطان
يبكيك أهل العلم والحلق التي
نورتها بحقائق البرهان
شيخ المكارم والمعالم جمة
وفقيد أمته الأغر الباني
وفقيد أهل الخير في ارض التقي
وفقد بيت الله والأركان
ابن العثيمين الذي نال المنى
من غير مالٍ ولا سلطان
لكنه العلم الذي يسمو به
من جد في طلب، وفي إذعان
لكنها التقوى وحب الله إذ
تكتب لعبد فاز بالرضوان
قل للحقير وأهل سوء والهوى
يوم الجنائر موعد الإنسان
تعلو مقامات التقي إلى الذرى
ويزول ذو الأشكال والألوان
أهل المجون أما كفاكم غيّكم
أفلا ترون مقام ذي الايمان؟
غرتكم الدنيا وزخرفها الذي
سرعان ما يمضي بلا ايذان
في موتكم ياشيخنا عِبَر لنا
هل من مفيق نحو رب داني