دمعة في الجفون ترفأ دمعة!
واعتلال بالفقد من بعد فجعه!
وركام من المآسي، وجم
ينحت الحزن والتلوّم جذعه
ثم ها نحن نجد المآقي
قبل أن نهجس المآقي برجعه
قبل أن نستفز أطيار حلم
أو نمني بلابل القلب نجعه
فارث للقلب من عواد عظام
وخطوب تداهم القلب دفعه
تقلب الصبح أطلس اللون بدءاً
ثم تطفي في فحمة الليل شمعه
أيها الأنفس الشحيحة أدنى
قطعة للذبول في إثر قطعه
ها هو (الشيخ) بعد أن كان فرداً
في مجرّ النجوم علق فرعه
يدّني للتراب شيئاً فشيئاً
ثم يُركي في جانب اللحد ضلعه
موقناً أن ضجعة القبر تبقى
عند راجي الإله أهنأ ضجعه
إن جسماً على المآثر وقفاً
وسِّد اليوم أشرف الأرض بقعه
جسد لُفَّ في العباءة لفا
وعليه من التسابيح خلعه
في ذهول يفارق الناس حتى
ظن من ظن أن في الأمر خدعه
شدّما حزَّ في النفوس عناء
شدّما قرَّ في الدخائل لوعه
من قريب حواه كرسي علم
وازدهى من نشاه منبر جمعه
والتقى حوله التلاميذ حتى
كاد يحكي بين التلاميذ قلعه
يا فقيداً على ثرى (العدل) ثاوٍ
نضّر الله في ثرى الخلد طلعه
بلغ العذر من دعا الناس عمراً
باذلا في نصيحة الناس وسعه