| متابعة
حقاً لقد فقدنا والدنا وشيخنا الجليل محمد بن صالح العثيمين الذي اهتزت له جميع قلوب المسلمين في أرجاء المعمورة، واعتصرت له النفوس ألماً وحسرة، ولكن لا راد لقضاء الله وقدره فالأجل نافذ والحمد لله على قضائه وقدره,
لقد بكاه الصغير قبل الكبير لحنانه وأبوته التي لا توصف، وبكاه العالم الذي يعرفه بحراً غزيراً ينهل من علمه ما يشاء، بكاه المشايخ الذين هم من عرفوه معينا لهم لا ينفد وموجهاً ومرشداً، وليبكيه طلاب العلم الذين عرفوه معلماً لهم ومدافعاً عنهم وشفيعاً لهم عند المسؤولين وهم أقرب الناس إلى قلبه مع الفقراء والمحتاجين فهو والٍ لهم يرعى مصالحهم ويعلمهم ويبصرهم في أمور دينهم الذي سخر نفسه له.
لقد فقدته مدارس تحفيظ القرآن وقاعات المحاضرات ومنابر المساجد ودور العلم والبرامج الدينية، إنه رحمه الله موسوعة متكاملة له حضوره في المدرسة والاعلام وفي المناسبات الرسمية، وله جاهه الذي اكتسبه بعلمه وتواضعه الذي سخره مع علمه ومكانته لخدمة كل محتاج دون تمييز, لقد كان يحرص كل من زار منطقة القصيم على مقابلته، أو أينما كان تواجد فضيلته فالملك والأمير والوزير والمسؤول وعامة الناس كلاٌ حريص على مجالسته والاستئناس به والتشاور معه في جميع الأمور, والشيء الذي لم يكن يعرفه إلا قليل من الناس هو زيارة بعض حكام الألعاب للشيخ لأخذ رأيه ونصيحته في بعض ما يرتكبونه من أخطاء غير مقصودة أثناء إدارة المباريات فدائماً يقول احفظوا للعدالة كرامتها وكونوا نموذجاً في حياتكم العامة وأفعالكم الخاصة.
كما كان يزوره بين فترة وأخرى بعض اللاعبين الدوليين من من ميزهم الله عن غيرهم ويرشدهم في الاستمرار في تواجدهم في المحيط الرياضي ليكونوا قدوة لغيرهم وليستفيد منهم من يخالطونهم وآخر هؤلاء الرياضيين اللاعب الدولي محيسن الجمعان الذي كان في زيادة لفضيلة الشيخ يوم 27 رمضان الماضي في مقر إقامته داخل الحرم بمكة المكرمة.
إن الجميع لن ينسى هذا العالم الجليل الملم بجميع أمور الحياة وسيتذكره على الدوام حيث جمع من الخصال والسجايا ما يعجز عن وصفه البيان.
رحم الله شيخنا رحمة الأبرار وجعل منزلته الفردوس الأعلى من الجنة وجمعنا به مع النبيين والصالحين والشهداء وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ابراهيم محمد التركي
عنيزة
|
|
|
|
|