| متابعة
الحمد لله على كل حال فقد انتقل إلى رحمة الله تعالى فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأجزل له المثوبة والأجر ما قدم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وعفا عن سيئاته وأبدلها عفوا وغفرانا.
مات الشيخ بعد ان أمضى أربعة وسبعين عاما قضاها مجاهدا في سبيل الله وخدمة دينه إرشادا للضال وهداية للحيارى وعلاجا لمرضى القلوب وتعليما للجاهل وافتاء للسائل وتذكيرا للغافل ونصحا لأئمة المسلمين وعامتهم إلى غير ذلك مما منَّ الله عليه به ووفقه إليه، وهنا وقفة مع غيض من فيض علو همة الشيخ وصبره ومصابرته اثناء مرضه فعندما كان في رحلة علاجية إلى الولايات المتحدة الأمريكية ويفترض ان تكون علاجية أبى الشيخ إلا أن يجعلها جولة دعوية فمحاضرة هنا وخطبة في ذلك المركز ودرس هناك ولقاء بالمسلمين واجابات على أسئلتهم وما أشكل عليهم من أمور دينهم، ومن زار الشيخ رحمه الله قبيل رمضان وعندما كان يرقد في المستشفى التخصصي بالرياض ادرك ان المرض الذي وقفت دول العالم بأسره وبإمكانياتها المادية وطاقاتها البشرية عاجزة عن ان توقف زحفه فضلا عن ان تجد له العلاج الناجع ولله في ذلك حكمة أدرك بأن المرض قد أنهكه رحمه الله وبلغ منه كل مبلغ فلم يبق إلا هيكلا ملقى على سرير أبيض ليس فيه إلا لسانه الذي لم يفتر عن حمد الله والثناء عليه وذكره، ومن استمع إليه في العشر الأواخر من رمضان شعر بثقل الكلام عليه ومع ذلك كله لم يتردد ولم يتقاعس عن النصح والارشاد والتعليم، فما بالنا نحن الأصحاء نشغل ألسنتنا بكلام لا ينفع ان لم يوردنا المهالك، فأي همة تلك وأي جلد ذلك ولكن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام |
عزائي لكم يا أسرة الشيخ فاصبروا واحتسبوا واعلموا اننا نشاطركم الحزن على فراقه فهو والدنا جميعا وان القلب ليحزن والعين لتدمع وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون .
وعزائي للأمة الإسلامية عامة وللمسلمين في هذه البلاد خاصة من ولاة الأمر والعلماء وطلبة العلم وللصغار والكبار ذكورا وإناثا مبتهلا إلى الله تعالى بأن يعظم لنا الأجر وأن يأجرنا في مصيبتنا ويخلف لنا خيرا منها ويبارك لنا فيمن تبقى لنا من علمائنا ويجعلهم خير خلف لخير سلف.
اللهم اغفر لأبي عبدالله وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله ولوالدينا وللمسلمين يا رب العالمين، اللهم افسح له في قبره ونوِّر له فيه,, آمين.
سليمان بن إبراهيم الميمان
الخرج
smayman@maktoob.com
|
|
|
|
|