سمعنا بموت الشيخ فالتطم البحر
تحرك فيه الموج والمد والجزر
فزعنا لعمر الله من هول ما جرى
وحتى وحوش القفر أفزعها الأمر
تناقلت الأخبار فارتاع خافقي
أصاب فؤادي الهم والغم والذعر
فقالوا لي اصبر إنه الحق واقع
فقلت عزائي ان في الصبر لي أجر
فكيف يكون اليوم جبر مصابنا
مصيبتنا يا قوم ليس لها جبر
يموت مخاليق وننسى مصابهم
حياتهمو كالموت عيشهمو صفر
ولكن فقد الشيخ حقاً رزية
(وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر)
وإن سياط البين تلهب خافقي
كأن على قلبي لفقدكمو جمر
أكفكف دمعي ثم ينهال جاريا
كتيار سيل فاض ليس له جسر
فكيف يكون الصبر من بعد فقده
لقد نفد الصبر الذي ضمه الصدر
ولكننا نرضى بحكم إلهنا
رضينا بما يقضيه من أمره الأمر
عليه سلام الله ما لاح بارق
وما غرّد العصفور وانكشف الفجر
فقد كان طلق الوجه سمح خليقة
على وجهه تبدو البشاشة والبشر
ولكنها الدنيا سريع زوالها
وإن أقبلت يوماً فإدبارها دهر
أقول لمن أغراه حلو شرابها
بأن شراب الحلو يعقبه المر
سلام على الدنياإذا لم يكن بها
نجوم تنير الأرض أوسطها بدر