| متابعة
أجد نفسي مدفوعاً بشوق إلى كتابة هذا المقال بمناسبة استقبال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الباحة لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري والوفد المرافق له، وذلك في يوم السبت الموافق 18/10/1421ه، بهدف مناقشة احتياجات منطقة الباحة من التعليم العالي.
وتأتي الزيارة من منطلق الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود، لجميع متطلبات المنطقة من برامج ومشروعات التنمية وبمعاضدة لاتعرف الكلل أو الملل من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود، وكيل أمير منطقة الباحة، في ظل توجيهات ودعم ومتابعة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، ومن سمو ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، ومن سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهم الله .
كما تدل الزيارة على عناية واهتمام وزارة التعليم العالي وعلى رأسها معالي الوزير الدكتور خالد بن محمد العنقري، ووكلاء الوزارة وكافة المسؤولين بها، بتلبية جميع احتياجات المنطقة كغيرها من مناطق المملكة الأخرى من كافة برامج التعليم العالي.
وبالنظر إلى وضع منطقة الباحة تبرز جملة من المبررات التي تدعو إلى انشاء جامعة أو فروع للجامعات بها، ومن أهم تلك المبررات مايلي:
1 ارتفاع معدل الكثافة السكانية بالمنطقة، وحاجة فئة كبيرة منهم إلى خدمات التعليم العالي، وبعد المسافة بين المنطقة والمدن التي توجد بها الجامعات والتي يزيد معدلها عن 300 كيلا هذا إلى جانب حاجة المنطقة لوجود جامعة تسهم في تطوير القطاعات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى.
2 خفض معدلات هجرة السكان العالية من المنطقة إلى خارجها وخاصة بين الشباب، والتي من أهم أسبابها الرئيسة الرغبة في مواصلة التعليم العالي لخريجي الثانوية،مما سيسهم في التخفيف من معاناة الأسر والأفراد من جراء الانتقال إلى مقار الجامعات والكليات في عدد من المدن داخل المملكة.
3 العمل على تكامل الخدمات التعليمية داخل المنطقة بشكل خاص، ودعم منظومة الخدمات العامة الأخرى، التي باتت منتشرة في كافة ارجاء المنطقة كنتيجة مشرقة لواقع التنمية التي تعيشها.
وتعتبر منطقة الباحة ملائمة من وجوه عدة لتأسيس وتطوير الكثير من برامج التعليم العالي بها ومن العوامل المساعدة على ذلك مايلي:
أ الموقع الجغرافي المتوسط لمنطقة الباحة بين عدة مناطق إدارية تمتاز بارتفاع الكثافة السكانية مثل منطقةمكة المكرمة شمالا ومنطقة عسير جنوباً.
وسيؤدي إنشاء جامعة أو فروع لبعض الجامعات بالمنطقة إلى توفير خدمات التعليم العالي للمنطقة خاصة وللسكان في أجزاء أخرى مجاورة لمنطقة الباحة، من المنطقتين المذكورتين.
ب ملاءمة وجودة الظروف المناخية في المنطقة،حيث يعد ذلك عاملاً مهما لممارسة النشاط التعليمي، ولاسيما التعليم العالي، الذي تعد الأقاليم المعتدلة من الجهات المثالية لوجوده.
ج تتميز المنطقة بتنوع إقليمي واضح حيث تشتمل على جزء من اقليم تهامة في الغرب وعلى قسم من سلسلة جبال الحجاز في الوسط، وتمتد شرقا لتلامس جزءا من الأطراف الغربية لهضبة نجد, مما يجعل المنطقة ميداناً خصباً لاجراء كثير من الدراسات الميدانية المتصلة بمكونات البيئة الطبيعية.
د ان إنشاء وحدات للتعليم العالي في المنطقة سيكون سبباً مهماً في ايجاد تكامل مفيد إلى ابعد حد بين خدمات التعليم العالي، وسياحة الاصطياف التي تشتهر بها المنطقة, فسيؤدي وجود الجامعات أو فروع منها إلى زيادة معدل الاستثمار في مجال الإسكان وغيره من المرافق والخدمات التجارية تلك المساكن والمرافق التي يزيد الطلب عليها في الصيف من قبل المصطافين كما يقبل على استئجارها الطلاب والعاملون في قطاع التعليم العالي في بقية الفصول، وهذا التناوب التكاملي اثبت فعالية للمستثمر والمستخدم في مناطق أخرى مجاورة كما هوالحال في مدينة أبها, مما يعني ان الجامعة ستكون سبباً بعد الله في انعاش الحركة الاقتصادية في المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى ان مما يزيد من فاعلية التعليم العالي، ويقوي دوره الاختيار المناسب للتخصصات العلمية المراد إقامتها، بحيث تكون ملائمة لواقع الظروف الطبيعية والبشرية في المنطقة ومتفقة مع احتياجات عملية التنمية في المملكة.
وتلقى التخصصات العلمية ذات الطابع العملي قبولا من لدن قطاع كبير من الطلاب في المنطقة فهناك ميل ملحوظ لابناء المنطقة إلى مثل هذه التخصصات وخاصة تخصصات الطب والهندسة والصيدلة ونحوها، وتتوافر بالمنطقة كثير من المواد والعناصر الطبيعية الملائمة لدراسة وتدريس التخصصات المذكورة والتي لاغنى عنها عند اجراء الدراسات العملية والتطبيقية.
ان اسناد مهمة قيام فرع أو فروع لجامعات في المنطقة إلى احدى الجامعات ذات الامكانات المتقدمة كجامعة الملك سعود، أو إلى احدى الجامعات القريبة كجامعة أم القرى، يعد أمراً ضرورياً لجعل انطلاقة الفرع المنتظر قوية بإذن الله تعالى، والله ولي التوفيق.
د/ عبدالله احمد سعد آل مهدي
|
|
|
|
|