| الاقتصادية
المديرون أنواع أو أنماط، كما جاء في الاكاديميا، والسؤال الحقيقي الذي يهم عموم المساهمين في الشركات وأعضاء مجالس الادارة يقول: ماهو أسوأ هذه الانواع؟ الانواع السيئة من المديرين كلها مصائب متحذفة على الشركات، ولكن في اعتقادي ان النوع الذي يفضل ان ينقرض عاجلا هو المدير التبريري فله صفات تدميرية للادارة تفوق الوصف الى التفاصيل.
كل انسان يملك قدرا من خاصية التبرير، كل شخص يصعب عليه ان يعترف بالخطأ والقصور بسهولة، ولكن هناك انواعاً من المديرين تتعسف في هذه الصفة حتى تورد شركاتها المهالك كنتيجة حتمية لعدم رؤية الخطر او الفرصة في مكان آخر او عدم تقدير الاتجاهات المتدهورة لمعايير الأداء الى آخر القائمة المؤلمة من العدم الذي يورث العدم,, التربويون يسلخون من الادارة اعز ما لديها وتلكم هي القدرة على تصحيح الأوضاع وعمل الاجراءات التصحيحية الحقيقية في وقتها المناسب ومكانها الملائم بل إن درجة الانتباه الى ضرورة التصحيح بحد ذاته تتأثر بالسلوك التبريري الذي لا يربط بين العوامل والمتغيرات والاحداث باسلوب صحيح، ولا يرى ابعد من انفه ولا يلاحظ الارهاصات ولكل امر مقدمات يراها الاستراتيجيون ويتجاهلها التبريريون.
ومن اشكال التبرير العاطفي ما يعرف باسم التفكير بالاماني wishful thinking وهو الذي يؤدي الى الاستمرار في الاستراتيجيات والخطط المدمرة تحت وقع التمني بأن الامور ستكون جيدة وان الاوضاع ستتحسن وان,, وان,, إلخ, هذا النوع من التفكير هو الذي يفسر استمرار عدد من الشركات في تحمل الاحباطات والمواجع بدون ردود افعال استراتيجية مناسبة وفي وقتها.
وظاهرة التأخر والتأخير في التحرك الاستراتيجي ملحوظة لدى العديد من شركاتنا ومؤسساتنا لأن التيارات المعاكسة والانذارات الصاخبة تكون مخفية تحت قناعات شخصية وهمية بأن الأمور سليمة حتى تقع الفأس في الرأس، ولات ساعة مندم ويرتبط بذلك عدم الرغبة في التطوير والاستكانة الى حالة الوضع القائم status quo من منطلق تبريري بحت يقرر بأن الوضع الراهن هو احسن ما يكون، وهو غير ذلك ومن هنا تختفي صور الاوضاع البديلة وتتضاءل طموحات الوصول الى الافضل تحت غيوم التبرير لرهن الشركة في دهاليز الوضع الراهن الغفلة والبطء والسكون كلها انعكاسات لعقلية المدير التبريري وطريقته في الادارة.
نوع آخر من المديرين السيئين ذلك لا يفصل بين الشركة وبيتهم انه المدير الذي يتصرف في الشركة وكأنه شيخ قبيلة لا يخطىء ولا ترد كلمته ولا يناقش في مصير من يعول، وهذه ثلاث لاءات تفسر الفردية المطلقة التي تصبغ الوضع الاداري للشركات والمؤسسات لدينا رغم الحاجة الماسة لمهارات وقدرات ورؤى مشتركة وجماعية في عصر الديناميكية والتعقيد، المشكلة ان المدير الذي يعتنق هذه الفلسفة يمون على مصير الشركة اكثر من اللازم، وقد حددت المصير هاهنا وليس الاصول الآن التصرف الفردي في الاصول قد بلغ مقدارا يقطع قول كل خطيب وللحديث بقية.
د, صنهات بدر العتيبي
|
|
|
|
|