| العالم اليوم
أن يجتهد الحلفاء وبالذات الدول الاعضاء في الحلف الأطلسي بالقبض على الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوزفيتش ومجرمي الحرب الصرب المطلوبين في العدالة الدولية جراء ما ارتكبوه من جرائم في البوسنة والهرسك وكوسوفا, فهذا عمل يسجل لهم ويحسب لهم, فهؤلاء المجرمون الصرب ارتكبوا اعمالا اجرامية بحق البشرية يجب ان يحاسبوا عليها وان يعاقبوا حتى يكون عقابهم رادعاً لغيرهم الذين ينتهكون النواميس البشرية إلا ان العدالة تكون أكثر شمولية حينما تحيط بكل المجرمين وبكل الأعمال الاجرامية، وإذا احكم المجتمع الدولي الحصار حول المجرمين الصرب من أنصار ميلوزفيتش فإن العدالة تكون أكثر صدقاً ومصداقية لو أحاطت بكل المجرمين الذين ارتكبوا اجراماً بحق الانسانية، فلا فرق بين صربي وآخر، والمقياس مايرتكبه ضد الانسان الآخر، ومع إقرارنا واقرار الأسرة الدولية بفداحة الجرائم التي ارتكبها الصرب ضد المسلمين في البوسنة والهرسك وكوسوفا، فإن العدالة والمقياس الطبيعي لفداحة الإجرام يفرضان على كل ذي بصيرة ان يقيّم كل العمليات الاجرامية التي شهدها العالم في الاعوام الماضية, ان هناك مجرمين لا يقلون اجراماً عن الصرب ان لم يكونوا أكثر منهم، ففي فلسطين المحتلة اقدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي على ارتكاب اعمال اجرامية ان لم تكن بمستوى اجرام الصرب فهي أكثر بشاعة وفظاعة، وتنقل شاشة التلفاز صورا للاعمال الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي كل واحدة منها تتطلب عقد جلسة لمحكمة الجزاء الدولية، فالصورة التي شاهدها العالم للطفل محمد جمال الدرة الذي قتله جنود الاحتلال الاسرائيلي رغم نداءات وطلبات والده بوقف اطلاق النار، وصورة الجنود الاسرائيليين الذين سحبوا الشهيد الفلسطيني شاكر الحسيني بصورة تظهر الغل اليهودي تجاه كل فلسطيني، والصورة التي نقلتها محطات التلفاز عن الرعاع المستعمرين اليهود وهم يهاجمون المواطنين الفلسطينيين في احدى القرى الفلسطينية اذ لم يكفيهم تدمير ممتلكاتهم وارهاب المواطنين الفلسطينيين بل فجروا غلهم وحقدهم في المزروعات والمياه فقد اظهرت الصور كم يكره الاسرائيليون الخضرة والمياه ومثل هؤلاء ألا يستحقون أن يكون لهم مكان في قفص الاتهام امام محكمة الجزاء الدولية؟!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|