| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة
تنتشر في كافة مدن ومحافظات المملكة مدارس خاصة لتحفيظ القرآن الكريم وضعت ضمن أولويات أهدافها السامية العناية بتدريس كتاب الله عز وجل تلاوة وحفظاً وتجويداً وتفسيراً، وكذلك تدريب الطلاب فيها على تدبر آياته وفهم معانيه وحفظ آياته الكريمة، ومن هذا المنطلق الشريف ودعماً من حكومتنا الرشيدة حفظها الله فقد قامت بصرف مكافآت شهرية تعتبر بمثابة الحافز الكبير والتشجيع المادي للطلاب لحثهم على المزيد من الاهتمام بكتاب الله عز وجل والإقبال على تعلمه وحفظه، غير ان المتتبع لأحوال تلك المدارس يلاحظ ان غالبية الطلاب فيها قد جاءوا وبتوجيه من أولياء أمورهم من أجل الحصول على هذه المكافآت فقط، ولم يأت معظمهم مخيرين وبموافقتهم الذاتية وإنما جاءوا مجبرين وملزمين من أوليائهم للحصول على المردود المادي على حساب التحصيل الدراسي للطالب، وهذه المكافأة التي قد يراها البعض من وجهة نظره الخاصة بأنها قليلة باعتبار ان ما يصرف للطالب في المرحلة الابتدائية مبلغ 250 ريالاً شهرياً ولطالب المتوسطة 500 ريال، فإنها وفي نظر العديد من الآباء مجزية جداً حيث انها تأتي أحياناً متأخرة لثلاثة وخمسة شهور وبالتالي يأخذونها مضاعفة ومجزية وخاصة لمن لديه في المدرسة الواحدة أكثر من ابن، وقد يخالفني البعض الرأي فيما ذهبت إليه غير أن أكبر برهان على صحة هذه الفرضية اننا لو حجبنا هذه المكافأة عن الطلبة لسنوات فإن العديد منهم سيتسرب إلى المدارس الأخرى، وهذه النقود باعتقادي أرى انها أضرت بالمقاصد الشريفة والواضحة من وجودها كمكافأة لتحفيظ الطلاب على الحفظ، ذلك ان البعض من الآباء حينما يلحق ابناءه بتلك المدارس فإن عينه تكون على المكافأة ولا يهتم بعد ذلك بالمستوى الدراسي الذي يؤول إليه ابنه في الدراسة التي تعتمد في هذه المدارس على الحفظ وتحتاج من الأسرة إلى جهد مضاعف لتحفيظ ابنائهم وبشكل يومي خلال الأسبوع، وهذا من الصعب على كافة الآباء توفيره لأبنائهم، ونتيجة لذلك الإهمال يصبح الطالب مجرد عالة على تلك المدارس وحضوره مثل عدمه اللهم إلا لمجرد استلام المكافأة في نهاية كل شهر وبهذا يحرم طالب آخر أحق منه بهذا المكان، حيث إن هذه المدارس تعتمد كليا في قبولها للطلبة المستجدين على ميزانيات محددة، ولذا أرى ومن منظور المصلحة العامة ان تحور هذه المكافأة تبعاً للأمر الذي وضعت لأجله وحتى تعود لمسارها الحقيقي الذي ينشده القائمون عليها وهو تشجيع الطلبة وحثهم على حفظ كتاب الله الكريم، وذلك بألا تصرف المكافأة إلا للطالب المتفوق في دراسته والذي يحصل على معدلات مرتفعة في التحصيل الدراسي وتحديداً في مواد القرآن الكريم والتفسير والتجويد بحيث تصمم استمارات خاصة توزع في نهاية كل شهر على مدرسي تلك المواد لتقييم الطلبة خلالها ومن ثم اعتمادها من قبل مدير المدرسة بمشاركة من رائد الفصل والمرشد الطلابي وترفع بعد ذلك لإدارة التعليم لصرف المكافآت على ضوئها، والرأي الثاني ان تحدد المكافأة بمقدار ما يحرزه الطالب من حفظ خلال الشهر، فلو فرضنا مثلاً أن الطالب مطالب خلال الفصل بحفظ خمسة أجزاء من القرآن الكريم فيجب ان يحدد لكل جزء يحفظه مقدار معين يتم صرفه من المكافأة، هذا وفي ختام حديثي فإنني أحب أن أنوه بالجهود الكبيرة التي يبذلها البعض من الآباء الذين ألحقوا أبناءهم بهذه المدارس لتنشئة أبنائهم منذ الصغر على تعلم وحفظ كتاب الله الكريم وليس لمقاصد دنيوية كالحصول على الدعم المادي فقط.
محمد بن راكد العنزي
طريف
|
|
|
|
|