| متابعة
* واشنطن أ,ف,ب
استعدت واشنطن العاصمة الأمريكية الفدرالية رسميا وشعبيا لاحتفالات تسلم الرئيس المنتخب جورج بوش مقاليد البيت الابيض التي ستتميز بالعديد من التظاهرات المؤيدة والمعارضة وذلك بعد غد السبت.
فبعد اثني عشر عاما من ولاية والده جورج بوش الرئاسية سيؤدي الرئيس الجمهوري الجديد (54 عاما) الذي انتخب في كانون الاول ديسمبر بعد معركة قضائية ماراثونية ناجمة عن الشكوك في نتائج انتخابات السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر اليمين الدستورية بصفته الرئيس الثالث والاربعين للولايات المتحدة.
وستكون الاحتفالات الرابعة والخمسون لبدء ولاية رئيس امريكي نظرا إلى الرؤساء الذين أعيد انتخابهم.
أول رئيس أمريكي تم تنصيبه في نيويورك
وقد جرت احتفالات تولي اول رئيس للولايات المتحدة جورج واشنطن في نيويورك تحديدا في وول ستريت في 30 نيسان/ ابريل 1789 بينما جرت أول احتفالات نظمت في واشنطن للرئيس توماس جيفرسون ثالث رئيس للولايات المتحدة الامريكية (1801 1809م).
تاريخ أداء اليمين حدده تعديل دستوري
لكن منذ 1933 حدد تعديل دستوري تاريخ 20 كانون الثاني/ يناير موعدا لتأدية اليمين للرئيس المنتخب في انتخابات شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الذي لا يجوز اعادة انتخابه سوى مرة واحدة.
الشرطة تتوقع حضور 750 ألف شخص
وتتوقع شرطة منطقة كولومبيا، المنطقة الادارية التي تضم العاصمة الفدرالية واشنطن، توافد ما بين 500 ألف إلى 750 ألف شخص يوم السبت لحضور الاحتفالات وإذا تأكد هذا الرقم فسيكون معدلا وسطيا إذ ان الرقم القياسي سجل في 1969 مع توافد 1,2 مليون شخص لتسلم ليندون جونسون الرئاسة فيما لم تجذب مراسم قسم اليمين للرئيس ريتشارد نيكسون سوى 200 ألف شخص.
الرئيس سيلقي خطاباً بعد أداء اليمين
وستتوج احتفالات السبت بأداء اليمين الدستورية للرئيس جورج دبليو بوش الذي سيلقي خطابا حوالي الساعة 14,00 بالتوقيت المحلي امام مبنى الكابيتول المهيب الذي يضم مقر الكونغرس الامريكي، ومن المنتظر ان يعرض في خطابه الخطوط همكتري للسياسة التي يعتزم ان ينتهجها خلال السنوات الاربع من ولايته الرئاسية.
ثم يتوجه الرئيس الجديد برفقة زوجته لورا وعائلته سيرا على الاقدام أو بالسيارة عبر جادة بنسلفانيا إلى البيت الابيض المقر الرئاسي الرسمي, وسيُجرى عرض ضخم على الطريقة الامريكية في الجادة الشهيرة إذا سمحت الاحوال الجوية.
الأحوال الجوية اضطرت ريجان للجوء إلى الكابيتول
ففي 1985 اثناء تسلم رونالد ريغان ولايته الرئاسية الثانية اضطر بسبب الظروف المناخية السيئة إلى ان يلجأ داخل الكابيتول لالقاء خطابه وألغي الموكب الاستعراضي، وتشير توقعات الارصاد الجوي ليوم السبت في 20 كانون الثاني/ يناير إلى هطول امطار وتساقط ثلوج مع درجات حرارة متدنية تتراوح بين درجة واحدة وسبع درجات مئوية (34 إلى 45 فهرنهايت).
دعوات للتظاهر يوم غدٍ السبت
وقد دعت منظمات عدة للتظاهر السبت اثناء وقائع الاحتفالات منها منظمة الائتلاف من اجل الدفاع عن المسيحية التي تطالب جورج بوش بالغاء القوانين التي تجيز الاجهاض، والمنظمة الامريكية للنساء التي تطالب على العكس بتعزيزها.
ويعتزم البعض عدم تفويت الفرصة لتذكير الرئيس الجديد بأنه انتخب من قبل هيئة الناخبين الكبار كما ينص الدستور لكنه لم يحصل على غالبية أصوات الشعب في وجه منافسه الديموقراطي آل غور نائب الرئيس المنتهية ولايته.
جمعية يوم الغضب تنظم التظاهرات
وتعتزم جمعية داي اوف اوتريج يوم الغضب اجراء تظاهرة السبت ضد الرئيس غير الشرعي بينما تريد غور ماجوريتي التركيز على انه كان يجب انتخاب المرشح الديموقراطي احتراما لارادة الشعب الامريكي.
لكن جورج بوش قرر وضع احتفالات بدء رئاسته تحت شعار الوحدة والعنوان الذي اختاره هو (لنحتفل معا بالروح الامريكية).
سلسلة حفلات راقصة تختتم اليوم الكبير
وسيختتم اليوم الكبير بسلسلة حفلات راقصة تنظم في اماكن مختلفة من العاصمة الفدرالية وسيشرفها الرئيس الجديد بحضوره الواحدة تلو الاخرى، وفي ابرزها يصل سعر البطاقة الى 10 آلاف دولار.
جورج بوش يعتزم إعادة تحديد السياسة الخارجية
هذا وانطلاقا من مقولته بأن الولايات المتحدة يجب ان تتخلى عن لعب دور شرطي العالم، يستعد جورج بوش لاعادة تحديد مفاهيم السياسة الخارجية الامريكية التي ستترجم بادئ ذي بدء بالغاء عشرات المراكز الخاصة بالمبعوثين الخاصين في العالم في طليعتها منصب الموفد الخاص إلى الشرق الاوسط.
عملية تقويم شاملة للدبلوماسية الأمريكية
واعتقادا منه بأن السياسة الدولية التي تنتهجها واشنطن انحرفت عن المصالح الحيوية للبلاد، ينكب الرئيس المنتخب جورج بوش وفريقه على اجراء عملية تقويم شاملة للدبلوماسية الامريكية ويبدو انهم مستعدون لالغاء عدد كبير من المبعوثين الخاصين أو المنسقين الخاصين.
وقد أُنشئ عدد من هذه المراكز خلال ولايتي الرئيس بيل كلينتون لكن وزارة الخارجية لا تملك اي لائحة كاملة لهؤلاء المسؤولين الذين تغطي مهماتهم عموما الكوكب اجمع بدءا من الشرق الاوسط ومرورا بمنطقة البلقان والتيبت وقبرص وصولا الى دول عدة في افريقيا.
المبعوثون الخاصون مجرد وظائف بيروقراطية
وتقرر انشاء مناصب المبعوثين الخاصين لتزويد الادارة الامريكية بخبرة متخصصة في بعض المناطق التي تطرح مشكلة وحول بعض المسائل المعقدة.
لكن في حين يرى بيل كلينتون انها ضرورية لمصداقية السياسة الخارجية الامريكية فإن عدداً من أعضاء فريق جورج بوش يعتبرها بمثابة مراتب بيروقراطية غير لازمة مكلفة بمسؤوليات اساسية بعيدة عن مجال كفاءتها واختصاصها.
باول سيلغي أبرز مناصب المبعوثين الخاصين
وتتوقع مصادر مقربة من فريق بوش ان يبدأ وزير الخارجية المقبل كولن باول العمل بسرعة فور استلامه مهامه ويعمد إلى الغاء ابرز مناصب المبعوثين الخاصين.
وبما ان اصحاب هذه المراكز عينوا من قبل الرئيس المنتهية ولايته ووزير خارجيته فإنها ستبقى شاغرة بعد رحيل الذين يتولونها بحسب المصادر نفسها.
وأوضحت هذه المصادر ان دينس روس المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط والذي يعمل مستقلا عن مكتب شؤون الشرق الاوسط يأتي في اعلى اللائحة يليه جيمس اوبريان المستشار الخاص لمسائل البلقان والذي لا يتبع مكتب الشؤون الاوروبية.
وفي هذا السياق اكد مسؤول في وزارة الخارجية سيترك مهامه مع وصول كولن باول ان الشعور اليوم هو ان منصبي المبعوثين الخاصين إلى الشرق الاوسط والبلقان محكوم عليهما بالزوال.
تقويم لمناصب مبعوثين خاصين آخرين
واضاف هذا المسؤول ان مراكز أخرى للمبعوثين الخاصين إلى قبرص والقرن الافريقي وهايتي والجمهوريات السوفياتية السابقة يجري تقويمها حاليا.
ويرفض مكتب باول الادلاء بأي تعليق حول مسائل السياسة الخارجية طالما لم يثبت مجلس الشيوخ بعد تعيين الرئيس السابق لهيئة الاركان في منصب وزير الخارجية في ادارة بوش.
الإحجام عن نزعة التدخل في شؤون العالم
وترتكز المقاربة الجديدة لادارة بوش في مجال السياسة الخارجية على فكرة احجام الولايات المتحدة عن نزعة التدخل في العالم التي ميزت عهد كلينتون كما عبرت التصريحات التي ادلى بها سابقا الرئيس المنتخب جورج بوش ووزير خارجيته المعين كولن باول ومستشارته لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس.
فقد شكك الثلاثة في حاجة واشنطن الى ارسال قوات او دعم لوجستي للمشاركة في عمليات عسكرية لاهداف انسانية او لارساء الديموقراطية كما سبق وقرر الرئيس كلينتون بالنسبة لكوسوفو او سيراليون او تيمور الشرقية.
وفي هذا الصدد اعلن الرئيس المنتخب في تشرين الاول/ اكتوبر اثناء مناظرة تلفزيونية: لا أعتقد ان باستطاعتنا اعطاء كل شيء للجميع في العالم، مؤكدا سأكون حذرا ازاء استخدام قواتنا المسلحة كبناة للامم.
جون اشكروفت يدافع عن تعيينه وزيراً للعدل
وفي اطار ترشيحات بوش للمناصب في ادارته فقد رفض جون اشكروفت وزير العدل الجديد امس امام مجلس الشيوخ الذي تعتبر موافقته على تعيينه ضرورية لتسلم منصبه، الانتقادات التي وجهها إليه معارضوه مؤكدا انه سيحرص على احترام جميع قوانين البلاد.
وأكد اشكروفت قبل ان يبدأ اعضاء مجلس الشيوخ ولاسيما الديموقراطيين منهم، في طرح اسئلتهم عليه انني واع تمام الوعي للسلطات والمسؤوليات الملقاة على عاتق وزير العدل.
وكان تعيين الوزير الجديد من قبل الرئيس المنتخب جورج بوش الابن اثار موجة من الاحتجاجات لدى الديموقراطيين وأوساط اليسار الامريكي لمواقفه المحافظة المتطرفة.
وقال اشكروفت الذي كان يشغل منصب سيناتور ووزير العدل في ولاية ميسوري وسط أعلم ما يتطلب ذلك اعلم ان اكون وزير العدل يعني هذا الحرص على احترام القوانين كما هو منصوص عليها مؤكدا انه يلتزم الدفاع عن القوانين باسم جميع الامريكيين.
واشكروفت (58 سنة) ناشط من اليمين المسيحي يعارض مثلا الاجهاض.
ورأس جلسة مجلس الشيوخ الثلاثاء أمس الاول السناتور الديموقراطي باتريك ليهي من ولاية فيرمونت شمال شرق ويسيطر الديموقراطيون على الاغلبية في مجلس الشيوخ ولجانه حتى انتقال السلطة في العشرين من الجاري.
بوش يبقي جورج تينت مديراً للسي,آي,اي
من ناحية أخرى أعلى المتحدث باسم الرئيس الامريكي المنتخب جورج بوش الابن أمس الأول الثلاثاء ان الرئيس بوش ابقى جورج تينت مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية سي,آي,اي .
وقال المتحدث اري فليشر للصحافيين ان الرئيس طلب من تينت البقاء في منصبه لمدة غير محددة.
وكان الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون قد عين تينت (48 عاما) مديرا لوكالة الاستخبارات الامريكية بالوكالة في العام 1996 وتم تثبيته في هذا المنصب رسميا في العام 1997 وكان مساعدا لمدير الوكالة منذ تموز/ يوليو 1995م.
ولد جورج تينت في الخامس من كانون الثاني/ يناير 1953 في نيويورك وهو من اصل يوناني, متزوج وأب لولد واحد.
وشغل من قبل مناصب عدة في الادارة الامريكية ومع برلمانيين امريكيين خصوصا في مجال الاستخبارات.
وقد لعب تينت دورا رئيسيا وغير مألوف لمدير سي,آي,اي في الجهود التي بذلتها الادارة الامريكية من اجل التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
كلينتون مهندس السلام الإسرائيلي الفلسطيني
هذا وعلى صعيد الرئيس بيل كلينتون المنتهية ولايته الرئاسية فقد مارس طوال ثماني سنوات جهودا حثيثة وحتى الايام الاخيرة من ولايته وكان بيل كلينتون المهندس الرئيسي للتقارب التاريخي بين اسرائيل والفلسطينيين من دون ان يتوصل مع ذلك الى ترسيخ المصالحة بينهما.
وبات انهاء اثنين وخمسين عاما من النزاع بتوقيع اتفاق سلام نهائي هاجسا فعليا لهذا الرئيس الامريكي الذي بذل غالبا اكثر مما هو مطلوب منه في هذه العملية المعقدة.
يا إلهي,, كم هو الأمر صعب!
يا إلهي كم هو الامر صعب,, لم أشهد أصعب منه أبداً,, جملة اطلقها في 16 تموز/ يوليو الماضي في كامب ديفيد مقر اقامته الصيفي، حيث مكث في نهاية تموز/ يوليو مع رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود باراك ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات على امل جعلهما يوقعان اتفاق سلام.
ومنذ ان دخل في صلب هذا الملف المتفجر في 1993 بعد بضعة اشهر من توليه منصبه، لم يعد كلينتون يحصي الليالي البيضاء التي امضاها في محاولة التقريب بين الطرفين.
كان يناور ببراعة بفضل موهبته
ومكنته موهبته الدبلوماسية من المناورة ببراعة من اجل استعادة عملية فاتت حتى الاستخبارات الامريكية في 1992م عندما كان الاسرائيليون والفلسطينيون يتفاوضون سرا في أوسلو.
وفي 13 ايلول سبتمبر 1993م في حديقة البيت الابيض، نجح في تحقيق اتفاق لا سابق له بين العدوين: اعلان مبادئ يمنح الفلسطينيين حكما ذاتيا في الضفة الغربية وقطاع غزة.
مصافحة رابين وعرفات
وبدفع منه تصافح رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين والزعيم الفلسطيني عرفات, وبعد عامين دفع رابين حياته ثمنا لهذه البادرة حين سقط برصاص متطرف يهودي في تل ابيب وذهب كلينتون إلى تل أبيب ليبكي صديقه .
وبعد هذا الغياب بدت الخلافات بين الجانبين اعمق من اي وقت مضى لكن كلينتون الذي كان يبني سمعته كصانع للسلام في ايرلندا والبوسنة ايضا لم يستسلم.
وشجع المفاوضات المتعددة الاطراف بين اسرائيل و13 دولة عربية حول مسائل المياه واللاجئين والحد من التسلح.
لكن جهوده لم تحل دون تعثر العملية السلمية وأوجدت سلسلة هجمات دامية شنها اصوليون فلسطينيون بين شباط/ فبراير وآذار/ مارس 1996 في القدس وتل ابيب مناخا مواتيا لانتخاب بنيامين نتانياهو اليميني.
إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية
وفي ايلول/ سبتمبر 1996 بعد شهرين على اعادة انتخابه, تمكن كلينتون بصعوبة من تهدئة ازمة نجمت عن فتح نفق تحت المسجد الاقصى في القدس العربية القديمة في إطار اعمال تنقيب اثرية اسرائيلية.
لكن عندما اطلق نتانياهو العمل في بناء مستوطنة يهودية على جبل ابو غنيم قرب القدس واعلن ان اسرائيل لن تعيد سوى 2,7% من مساحة الضفة الغربية الى الفلسطينيين تبخرت الآمال في السلام.
لم يعد يخفي استياءه من نتانياهو
ولم يعد كلينتون يخفي استياءه ازاء نتانياهو, واشار البيت الابيض الى ان هناك حدودا لمشاركتنا في عملية غير مجدية.
لكن الرئيس الذي اضعفه الكونغرس الجمهوري وفضيحة لوينسكي ابتعد عن المحادثات المتعثرة منذ آذار/ مارس لكنه نجح رغم ذلك في انتزاع اتفاق مرحلي في مفاوضات واي بلانتيشن في 23 تشرين الاول/ اكتوبر 1998م .
وعاد إلى اسرائيل في 13 كانون الاول/ ديسمبر من العام نفسه واصبح اول رئيس امريكي يزور غزة وامتلأت شوارع اسرائيل بملصقات تظهر كلينتون الفلسطيني وهو يرتدي كوفية عربية.
يغادر البيت الأبيض دون أن يحقق السلام
ورغم الآمال التي اثارها انتخاب باراك في تموز/ يوليو 1999 واستئناف المفاوضات حتى قمة كامب ديفيد، فإن كلينتون يغادر البيت الابيض من دون ان يحقق حلمه في حمل الطرفين على توقيع اتفاق سلام نهائي.
|
|
|
|
|