دهى الجزيرة خطبٌ فادحٌ عممٌ
ضجت لوقعته الأوطانُ والأممُ
تساءل الناس ماذا حل؟ قيل لهم:
لقد توفي في أرجائها العلمُ
ابن العثيمين من سارت يسيرته
قوافل السَّبق واختالت به الهمم
نشا بروضةٍ علمٍ زانها عملٌ
وهذه ميزة الأعلام بينهمُ
فشيخه جهبذٌ تكفيه شهرته
أعنى ابن سعديَّ من سامت به القيمُ
تلميذ أهل التقى والعلم قدوِتنا
من اَلألى نصحوا لله جهدهمُ
آل السليم شموسُ العلم دون مراء (1)
حماة دين الهدى يكفيك ذكرهمُ
كذا ابن فدّا إمامٌ زاهدٌ ورع (2)
شيخ المشايخ والإخلاصُ نهجهمُ
صانوا الشريعة والتوحيدُ ديدنهم
حُصونها يافتى لله درهمُ
تبكى الحنيفية الغراء من كمدٍ
إذ قد نعاهُ لها العربانُ والعجمُ
ومنهجُ السلفِ المأمونُ ودّعهُ
بكل حُزنٍ عميقٍ حقه الوجمُ
من للعقيدة بعد الشيخ يحرسها
يذود عنها اذا أعداؤها هجموا
من للحديث وإسناد الرجال إذا
رواته في حقيق النِّص قد وهموا
من للأصول يجلّي عن غوامضها
من للخلاف إذا طلابه احتكموا
من للحيارى يهدّيهم ويرشدُهم
لساحل الحق والأمواجُ تلتطمُ
لهفي عليه ولهف المسلمين معي
لو كان ينفعُ فيه الحزنُ والندَّمُ
لو كان يُفدى لساق الناسُ فديته
وقدموا المالَ والأوراحَ واستهموا
لكنه الموت ياابن الموت كن حذقاً
يبقى الإله ويفنى الخلقُ كُلهمُ
مصابنا برسول الله سلوتُنا
عند المصائب والأهوالُ تحتدمُ
يا قبر قد حلَّ فيك اليوم عالمنا
والفضلُ والبرُ والإحسانُ والشِّيمُ
يرحمك الله ياشيخاً مضى ورعاً
فيه الوقار وبين الناس يُحترمُ
عامٌ ونصفٌ طوى أعلامنا تبعاً
وخلف الحزن في الأحشاء بعدهمُ
منظومة للهدى والباز نيرُها
وناصرُ الدين فيها إنهم قممُ
رحيلُ اهل التقى نقصٌ يُهددنا
بموتهمُ قلعةُ الإسلم تنثلمُ
فالله يجبر كسر المسلمين بهم
وأن يبارك في الباقين إنهمو
أعلامنا من بهم تُحمى شريعتنا
فهم أماجدها والشرع مجدهمُ
لألف عامٍ مضى تتلوه أربعة
من القرون وعِقُد العمرِ ينفصمُ
لعام احدى وعشرين مضين لنا
في نصف سؤال والأيام تنصرمُ
ثم الصلاة على المختار من مضرٍ
ما هل وبلٌ على بيدائها ديمُ
والآل والصَّحب ما قد قال قائلها
دهى الجزيرة خطبٌ فادحٌ عممُ