| متابعة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده اما بعد: فرحم الله شيخنا العالم العلامة الورع الزاهد الفهامة ابا عبدالله الشيخ محمد بن صالح العثيمين عضو هيئة كبار العلماء الذي قضى حياته في سبيل العلم والعمل والتعلم والدعوة الى الله على بصيرة والصبر على ذلك فكان رحمه الله أمرا بالمعروف ممتثلا له، ناهيا عن المنكر مجتنبا له فأصبح قدوة حسنة لنا في مجال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن مآثره رحمه الله ان خصص لنا اجتماعا يجتمع فيه مع ابنائه منسوبو هيئة عنيزة، وذلك كل يوم سبت ليلة الاحد من آخر كل شهر باحدى الاستراحات بمدينة عنيزة فيلتزم رحمه الله بالموعد المحدد رغم كثرة مشاغله التي لا تخفى على كل احد فيتحدث مع الاعضاء ويوجه الرؤساء ويحث الجميع على الصبر والرفق وعدم التسرع والانكار بالحكمة، بل وكيفية وطريقة التعامل مع الآخرين الخ ثم يوصي بعدم التهاون او التخاذل نحو هذا الواجب العظيم ويستمع الى مشاكل الاعضاء الميدانية والادارية وتطرح عليه الاسئلة والمقترحات حتى إنه اصبح بمقام الوالد لنا من شدة حرصه.
وكان يحث رحمه الله دائما على وجوب الطاعة والامتثال لولاة الامر ما لم يأمروا بمعصية مستدلا بقوله تعالى وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم كما كان يأمرنا بالالتزام بالانظمة والتعليمات والتوجيهات الصادرة من قبل الرؤساء والمسؤولين ولمست ذلك اثناء عملي بمدينة عنيزة التي عملت بها ما يقارب اكثر من اربع سنوات واشير الى ان الشيخ لم يتخلف من هذا الاجتماع لا شتاء ولا صيفا الا لعذر لا يستطيع الحضور كسفر ونحوه، واحيانا يعوضنا عن هذا اليوم بيوم آخر والشيخ رحمه الله له اجتماعات اخرى فيوم مع القضاة وآخر مع الجمعيات اضافة إلى الدروس اليومية بما فيها الندوات والمحاضرات ودروس الجامعة والتحدث بعد الصلوات في الجمع والجماعات وتوجيه الجيل الى التمسك بالعقيدة السليمة والمنهج القويم ثم انه رحمه الله لا يقتصر تعامل الشيخ مع الهيئة في هذا اليوم الشهري بل إن الاعضاء بما فيهم رؤساء المراكز وانا احدهم كنا نقوم بعرض المشكلات الطارئة من قضايا ونحوها على فضيلته عند الاشكال وكان رأيه مسددا رحمه الله وكانت هذه التوجيهات والوصايا لا تقتصر على منسوبي هيئة عنيزة فقط بل ان الجميع لهم نصيب من ذلك فان فضيلة مدير عام فرع القصيم الشيخ د, فهد بن محمد الخضر يعرض على فضيلة الشيخ محمد عقد محاضرة لمنسوبي هيئة المنطقة بالفرع فيستجيب الشيخ ويحضر ويوجه وتعم الفائدة، وكان يصدق قوله بفعله فلقد شاهدت الشيخ في أحد الايام متوجها للمسجد واثناء طريقه لاحظ احد اصحاب المحلات متأخرا في اغلاق المحل الى بعد الآذان فوقف الشيخ عنده وكلمه ونصحه وسرعان ما امتثل الرجل وذهب للمسجد فالحقيقة ان الشيخ كما وصفه سمو الامير عبدالعزيز بن فهد حفظه الله بقوله: ان الشيخ ابن عثيمين ابن تيمية عصره واقترح سموه بجمع آثاره من العلم خوفا من الضياع فحقيقة انه العالم ان طلبت العلم والزاهد ان طلبت الزهد والمصلح ان طلبت الصلح والداعية الانسان ان طلبت ذلك والورع الخ فاسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يتغمد الشيخ بواسع رحمته وان يلهم اهله الصبر وان يجبر المسلمين ما اصابهم انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مشيقح بن حمود المشيقح
رئيس مركز هيئة الصفراء ببريدة
|
|
|
|
|