في عام إحدى وعشرين مكملة
بأربع مائة بالألف تجتمعُ
في شهر شوال نصف الشهر ودعنا
شيخ جليل إمام عالم ورعُ
ابن العثيمين أعلى الله منزله
في جنة الخلد لا خوف ولا هلعُ
جل المصاب وهال الخطب أمتنا
بموت عالمنا قد عمنا الفزعُ
بكى القصيم ونجدٌ والحجاز على
شيخ العلوم وكل الناس قد فجعوا
يبكيه علمٌ وطلاب ومسجده
وكل من رايةَ الإسلام قد رفعوا
قالوا توفي شيخ الفقه في زمن
فيه الفتاوى بزهد المال تستمعُ
مات الإمام وهل يبقى سوى صمد
على السرائر والإعلان مطلعُ
مات الحبيب وكل الناس تعرفه
بعلمه الجم بالاخلاق مجتمعُ
أيا عنيزة يا دار العلوم لقد
غاب الإمام فصبر ثم لا جزعُ
ثم العزاء لنا في فقد عالمنا
فالدمع مستبق والحزن مرتفعُ
قد كنت أعرفه والكل يعرفه
بالزهد والعلم ليس المال والطمعُ
يا شيخ والله إن القلب منفطر
على الفراق وجرح القلب يتسعُ
فسمتكم يا إمام العلم ذكرني
أسلافنا حيث هم بالحق قد صدعوا
الموت حق وكل الناس ذائقه
لكن فقدكم ما كاد يستطعُ
لكن ليهنئكمُ حب العباد لكم
فكلهم نصبوا أقدامهم ودعوا
يا ناصر السنة الغراء في زمن
تكاثرت حولنا الأوهام والبدعُ
فتواك تنفذ عبر الأرض في عجل
والناس من علمكم يا شيخ تنتفع
جلوت بالحق عنا كل مبتدع
فكم سمعنا من الضلال ترتدعُ
تركت للدين أجيالاً محصنة
بالعلم ها هم نجوم في الورى سطعوا
رحلت عن هذه الدنيا وفتنتها
فليس فيها سوى الأسقام والوجعُ
يا أمتي فلتنوحي العلم في زمن
قد غادر العلم أشياخ وما رجعوا
عزاؤنا في رحيل الشيخ نبعثه
لأهله حيث كأس المر قد جرعوا
يا رب فارفع لروح الشيخ منزلة
في جنة الخلد في الفردوس ترتفعُ
والحمد لله حمدا لا نفاد له
وبالقضاء رضينا كيفما يقعُ