هو الموت لايبقي صفياً ولا خلا
وما من شفيع عنده حيثما حلا
نضيق به ذرعا ونرضى حلوله
ونحمد من أفضى له في الدنا الفعلا
ويذكره الأخيار في كل لحظة
ويشقى به الأشرار ما غاب أو هلا
أصابت سهام الموت حبراً وعالماً
ترى بينه والجهل في عمره ذحلا
من القوم لايشقى بحال جليسه
فما هاب في تبليغه الحق أو كلا
تنقص من أطرافها الارض عنوة
فقد نقصت في موته أرضنا فعلا
لقد غاب من شمس الحقيقة عالم
يجاهد في إيمانه الشك والجهلا
فمن ذا نعزي فيك ياشيخ إننا
نعزي بك الدنيا بآفاقها الجلى
لئن كان في نظم القوافي ونسجها
سلو ففقدك ياشيخي يجرعنا العلا
سنبكيك تحناناً ونبكيك حسرة
ونعلم ان الكف في رأيكم أولى
ولكنها الأحزان تملى على الفتى
هواجس في كسر الجديدين لاتبلى
فقد عم فيك الحزن لم ينج سالماً
سوى من له الشيطان قد ضمه نصلا
وقعت شهيد العلم والدرس مفنياً
شباباً بتقوى الله حبرته كهلا
سيبكيك محراب ويبكيك منبر
وعز لمن يبكيك ياشيخ إن يسلا
ويبكيك أجيال بسطت لهم يداً
من العلم قد خلوا لك الصحب والأهلا
أتوا من بقاع الأرض شوقاً ورغبة
فما ضقت فيهم حيثما يمموا عدلا
قضيت وقد وفيت ما أنت قاصد
فنم قد كفيت السقم والهم والويلا
فكم من كليم قد تلقيت سؤله
أنرت له درب الهداية إذ ضلا
فقيه إذا ما الفقه قد ضاق أهله
تراه وقد دانوا له العقد والحلا
عليك سلام الله من كل طالب
جعلت لديه الصعب في حكمة سهلا
ومن كل مكروب تحملت كربه
تهادى إليه البشر من بعد ما ولى