أي خطبٍ دهى وأي بلاء
نبأ هزنا بهذا المساء
بينما القوم في سبات ولهو
فإذا هم في شدة وعزاء
وإذا بالإمام ينعى إماما
أجهش الناس بعده بالبكاء
خسف البدر في سماء الثلاثاء
والخسوف الأليم في الأربعاء
مات شيخ القصيم بل غار نجم
ملأ الكون بالهدى والضياء
منهل القاصدين للعلم والحق
ونور وحجة في القضاء
قد ألح البلاء بالشيخ حتى
عجزت فيه حيلة الحكماء
وقضى نحبه عزيزاً كريماً
مفعماً بالولا وطيب الثناء
غاب عنا محمد بعد جهد
وصراع مع العنا والداء
وطوى صفحة الحياة مفيداً
لمريدٍ وقاصدٍ للدواء
فقدت حلقة المساجد نوراً
ساطعاً في الدجى وفي الظلماء
فقد الناس عالماً رفع الله
له الذكر تحت كل سماء
قد توارى عن العيون فجادت
بالدموع الغزار بل بالدماء
قد توارى وما توارى سناه
وثوى تاركاً جميل العطاء
نفع الناس طيباً وسقيماً
تلك والله سيرة العلماء
صالح وابن صالح وإمام
وتقي من أفضل الأتقياء
أيها الجامع الكبير عزاءً
أين منك الإمام وقت العشاء
أين منك الفتيا وقد قا
م عليهم معلم الفقهاء
أين منك ابن صالح وشباب
قد أحاطوا به كجند الفداء
ذاك للفقه مقبل ويليه
مرهف للحديث في إصغاء
وكبير قد جاء يرجو ثواباً
وصغير يسعىإلى العلياء
أجملي اليوم يا عنيزة صبراً
واقبلي ما جرى وحسن العزاء
يا إلهي وأنت خير مجيب
ربنا قد أمرتنا بالدعاء
أكرم الوافد الفقيد بنزل
حيث تبنى منازل الشهداء
رب واخلف على الأنام بخير
واجبر الكسر ياعظيم الرجاء