من أرض مكة جا النعي والخبر
فلم أصدق بما قالوا ومانشروا
ما أصعب الخبر المروي على كبدي
ما أعظم الخطب بل ما أبعد الأثر
قالوا العثيمين استشهد وودعنا
يا للفجيعة ياما ابشع الخبر
يا للرزية فينا فدّح نكبتها
بموت أعلامنا يجتاحنا الخطر
ما صدّقت أذني الأنباء اسمعها
ولم أميز ما بثته الصور
لله نفس هوت من بعد معضلةٍ
أوهت قواها واستشرى بها الضرر
لله نفس تردت بعد معركة
وما ثنتها حشود الشر والطير
ياابن العثيمين فزت بخير جائزة
وإنما أمة الإسلام مَن خسروا
أفتيت من بصرك الثاقب بفائدةٍ
وكم من الخلق تفرق بينها البُصر
ودعت يا أيها المقدام متشحاً
براية الحق تقهر كل من قهروا
كم كنت في ساحة الأشهاد تعلنها
صريحة يجتليها النصح والعبر
وكم عملت لهذا الأمر من زمن
فاهنا وقد حفت النعما والظفر
وما سعيت لأموال لتجمعها
وما شغل نفسك الاملاق والوطر
علمت ان حياة المرء يخلفها
موت وتغتاله الأيام والحفر
هذا عزاء لكل الناس أكتبه
للمسلمين الذي غابوا ومن حضروا
نشكو إلى الله بعد الشيخ محنتنا
ودربنا الذي كم حفه العثر
لم يسبق الخطب أكبر من فداحته
إلا الأئمة أصحاب النُهى الغرر
والموت حق ولن يخلد بها أحد
سوى الذي فوق كل الخلق مقتدر
وقدّر الله والأقدار جارية
إذا قضى الله ماذا ينفع الحذر
ياليت خلقاً كثير مثلكم عملوا
لعل ما خطت الأقلام يغتفر
وما الاشارة لأشخاص بذاتهم
لكنه الذنب يتبارى به البشر
وقد تساءلت في ليلة وداعكم
كيف التوافق وقد انكسف القمر
كلاكما آية الرحمن أبدعها
وذاك بدر وأنتم علم نفر
فاهنا بموتك نرجو الله يسكنكم
مع النبيين أولو العزم من صبروا
ثم الصلاة على المختار سيدنا
من ذنبه من إله العرش مغتفر