| الثقافية
(روحٌ شفافة لا تحلم بها جمهورية أفلاطون, وما رأيت كهلاً ثم شيخاً في براءة الأطفال كالشيخ أبي سهيل).
ابو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري
2
ربما تكون العلامة الجميلة لجنادرية هذه السنة هي الاحتفاء بعبدالكريم الجهيمان الذي يعد بحق احد الرواد الاوائل للنشاط الثقافي في المملكة, وأحد طلاب العلم الذين أفنوا اعمارهم من أجل الضوء لذواتهم ولمجتمعهم في وقت كان فيه التعليم نادراً شحيحاً, وكان نشر المعرفة والحصول عليها في ذلك الزمن من المهمات التي تنطوي على مصاعب ومنزلقات وعلى الكثير من المسالك الوعرة.
***
* لقد كان عبدالكريم الجهيمان ولا يزال مخلصاً كبيراً للمستقبل، مستقبل بلاده وناسه, وفي بلد مثل هذه كان الرواد يتصيدون الضوء في العتمة المنتشرة وكأنهم فرسان الشموس البعيدة حالمين بوطن ممدود القامة ومترقّبين ان يبرعم المستقبل انساناً منتصباً بالعلم والعمل والعقل والكرامة والتسامح الخلاق حيث مطامحهم الشخصية كانت تتمازج في الطين البشري لأناسهم.
وكان انغراس هذا الوطن في جوانحهم بهذا المعنى العميق,, تماماً كالنباتات الزاهية في طوايا الطين ومثل الأشجار القادمة التي تتراءى في الأجيال التي تبرعم في مخيلات الكبار قبل ان تتراءى لهم مطالبهم الصغيرة والآنيَّة الضحلة وذات المدى القصير.
من هنا فقد كان فرح عبدالكريم الجهيمان فرحاً عظيماً حين عالجه في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون احد شباب هذا الوطن, ان المعنى الكامن في حديثه يشير الى ان المكتسبات الفعلية والثروة الحقيقية هي في ما تجترحه الأجيال التي تأتي بعده من صنائع مجدية وسلوك راقية تنفع البلاد والعباد, وكان شيخنا الفاضل حين ذكر العتيبي والجيزاني يشير الى الفارق بين زمن الجهل والعلم وكيف ان التوحيد في هذه البلاد العظيمة اصبح مثلاً للتماسك والتنوع في آن معاً.
وسوف تثبت الايام القادمة والأجيال القادمة جدارة هذا الوطن الشاسع الواسع الذي يتسامق يوماً وراء يوم كغرة فرس بين المياه.
3
في تداعيات جميلة وصادقة نشرها شيخنا أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري في جريدة الرياض 15/10/1421ه على شكل ذكريات يشير بلغة الكبار المتوجين باحترامهم للآخر الى استفادته وتثقُّفه العصري من خلال الجريدة وإعجابه بعبدالكريم الجهيمان لدرجة ان كتب إليه يبلغه بذلك بعد ان ألِفَ حرفه بعد طول إلفي لحرفه , تأمل هذه الألفة الخضراء يا صديقي! أليست جديرة بالتأمل والكتابة ومدعاة الى المودة والصداقة بين كاتبين؟!
وفي حديثه عن أبي سهيل قال أبو عبدالرحمن: إن الطير تكاد تأكل من يده فلا تجفل فلله در أبي سهيل ولله در أبي عبدالرحمن ولله درنا جميعاً.
ص,ب 1185 الرياض 11431
|
|
|
|
|