| الثقافية
مما لا شك فيه اننا شعب فطري سليم السليقة معافى ولكن دون سن السابعة، قد يفاجىء تحديد العمر البعض وقد يهز آخر رأسه سخرية ولكن ضعوا أولادكم تحت التجربة الشخصية من قبلكم,, راقبوهم فنحن أمة تحكمنا قواعد وأسس تربوية سليمة نغرسها في أطفالنا منذ بداية تعلم الكلام بدءا من الاشارة نحو السماء,, حين نقول لصغير ونحن نحضنه في الليل ردد خلفي,, آية الكرسي,, وحين ننهي ذلك نقول للصغير قل خلفي,, يا رب تخلي أمي وتحمي أبي.
** فرد اليدين ولفظ الدعاء وترديد الآيات قبل النوم أول ثوابت العقيدة التي نغرسها في أطفالنا وقد نفاجأ بالصغير وهو يردد ربي الله ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم,, ومرددا أدعية وأناشيد وحكايات تعلمها ممن حوله ومن قنوات الاطفال الاعلامية.
** نفرح ونغذي فيه تلك التوجهات السليمة غير المفروضة عليه نراه يهيىء نفسه بدون ان يشعر لأن يكون فردا بعقيدة سليمة ونفسية سليمة لا تشوبها شائبة.
ولكن قد يصدمك يوما ان تجد ابنك شارد الزهن مسلوب الارادة يبكي بحرقة ويمزق كتبه ويخفي كراساته تصرفات مضادة لفعل الفرح بكل تلك الأشياء التي اعتبرها بداية لمرحلة جديدة جعلته ينتقي حقيبته بيده وقلمه وكراسته.
** الآباء,, ومن وجهة نظر عامة يعتبرون مثل تلك التصرفات امرا عاديا والايام كفيلة بأن تجعله ينتظم في صفه ويعتاد نظام حياته الجديد,, التنقل ما بين البيت والمدرسة والمربين والمربيات في مكاتب التوجيه التربوي يناضلون لا نجاح الأسبوع التمهيدي الذي اعتبروه الوسيط الحي ما بين المرحلتين.
والمطابع في انحاء العالم تقذف بآلاف المطبوعات التي تساهم في انجاح سير التعليم والتعلم في العالم وتيسيره.
كل ذلك هراء,,!؟
** فلو تأملنا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر لرأينا الفرق بين الأمر والالتزام عامين كاملين لأن فعل الصلاة,, ليس فعلا مجردا فقط,, بهدف واحد ولكنه عدة أفعال في فعل ومجموعة سلوكيات في سلوك وتدريب للطفل لابعاده عن كل ما يكوّن لديه الرذائل.
والمعلم الأول للبشرية يعلم ان النفس البشرية للطفل لن تستوعب العمل في شهر أو شهرين أو عام أو عامين بل لابد ان تأخذ مداها من الوقت والتدريب والتدرب الروحي والجسدي حتى يحتمل العمل ويصبح عمله قائماً على الاعتناق والاعتياد,, وهدفه محدد في ذهنية الطفل بأنه عمل مضاد للشر وتركه فعل سيء.
** لنقس نظرة الاسلام الأولى إلى التعليم وكيفيته بما يحدث حاليا في مدارسنا التي تجعل الهدف الأول للتربية مرتبطا بالمستقبل دائما دون الاهتمام باللحظة الحاضرة لأن الطفل لا يفكر الا في الحاضر.
وحين يفاجأ في سن السابعة بأن هناك من يعسف حواسه ومشاعره لتتطلع إلى أمور لا يدركها,, ينكسر، وحين تملى عليه مواضيع فوق طاقته الاستيعابية في أوقات لا تتناسب مع توقده الفكري ينكسر، وحين تمتد إليه يد المعلم أو المعلمة بما يشعره بالخوف,, ينكسر,.
** وحين يجبر على المكوث على المقعد خمس أو ست ساعات يمارس ما يسميه المربون بالمهارات المكتسبة تتولد في نفسه بذرة الكراهية من جانب وبذرة الجبن من ناحية أخرى,, فيكون من أوائل الدروس التي يتعلمها اطفالنا في سن السابعة.
الرفض,, الكتب,, الحشو
** الذي يتحدث عن المستقبل وما يجب وما لا يجب تحت التهديد والوعيد,, وسطوة النظام والتوقيت الصعب,, مما تعكس سلبا سلوكيات كامنة غير مضمونة التوجه عند الطفل فيما ظاهرها يوحي بالايجاب,, الذي خدع به المربون والقائمون على التربية والتعليم في بلادنا لان التربية لم تلتزم بهدفها الأول وهو التأهيل المرن لكل السلوكيات السليمة في مجتمعنا.
** بل تغلبت عليها نظم التعليم نفسه وكيفية اتمامها وما يسمى بالمناهج المقررة والخطة الدراسية لكل منهج فأصبحت التربية ظلا لخطة التعليم العام حتى في دور الحضانة والروضة المنهج أولا ثم التربية.
وكأننا نحكم على أطفالنا منذ سن السابعة بالاجهاد والخوف من المستقبل لأنك اذا لم تستسلم لخطة التعليم المدرسية لن يكون لك مستقبل.
** هذا المستقبل الصورة القاتمة والكارثة التي تغرسها السنة الأولى من عمر الطفل هي المعول الذي يهدم كل ما أسسته الأسرة والتربية البسيطة والاكتساب الذاتي عند الطفل.
|
|
|
|
|