أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th January,2001 العدد:10339الطبعةالاولـي الخميس 23 ,شوال 1421

مقـالات

ترانيم صحفية
لماذا نحترق من الداخل؟!
نجلاء أحمد السويل *
لا يخفى على أحد منا مدى ما يعمله كل انسان من أجل اثبات ذاته فهذه السمة وهي الرغبة في اثبات الذات انما هي سمة أولية فطر الانسان عليها فلا يكره أحد منا أن يكون مميزاً بارزاً يتضح دوره في العمل الذي يحبه ويهواه ولكن من السذاجة ان نظن أن في داخلنا جميعاً إنساناً ناجحاً يتحدث من خلف شخصياتنا التي اعتركت في مجالات الحياة المختلفة فليس شرطاً ان يكون التميز الذي نتحدث عنه ايجابياً بل قد يكون تميزاً سلبياً نما وتأسس مع نمو أسرة مفككة ممزقة تناثر افرادها كأشلاء جسد مزقه الرصاص، نعم التربية السيئة تساعد ان يكون التميز سلبياً 100% لمن لديهم استعداد فطري أيضاً لمثل تلك الأنواع من التمزق ,.
إذاً لا نستطيع أن نقول ان فلاناً ترى في بيته منحرفة أو سيئة ولكنه نشأ انساناً ايجابياً فنجعلها قاعدة كما ليس من المنطقي ان نقول أو نجزم بالعكس من ذلك وانما ما يجب ان ندركه كمربين واعين اذا أردنا فعلاً ان نبحث عن الوعي التربوي الذي بدأ هو الذي يبحث عنا فنصده ونرده، ما يجب أن ندركه هو أننا لابد وألا نغمض أعيننا وندخل في غيبوبة الثقة الزائدة بالأبناء كما لابد ألا نهاجم ابناءنا ونهزم فيهم أو نكسر درجة ثقتنا بهم والتي يجب أن تأخذ مقداراً ليس منخفضاً كما يفعل للأسف بعض أولياء الأمور مهزوزي الثقة بأنفسهم!!
وما نريد أن نقوله في محور الحديث هو أننا لابد ان ندرك طبيعة أبنائنا بمعنى أن ندرس شخصياتهم دراسة عميقة وأعني حقيقة ما أقول أي اننا اذا أدركنا فعلاً كما يقال معدن الابن فإننا نستطيع بالتالي ان نتنبأ بما سيقوم به مستقبلاً وهل من الممكن أن يبدر منه كذا أو لا يبدر لا أن تكون أحكامنا عشوائية هوجائية نخشى فيها أن نواجه أنفسنا بالواقع ونعترف به خوفاً من الملامة والنقد الاجتماعيين وما يجب أن نؤمن به أن معادلة الابن الصالح لأب صالح والابن الطالح لأب طالح معادلة أثرية أكل الزمن وشرب عليها بمعنى أن كلمة الصلاح وحدها لا تكفي فلا يكفي أن يكون ابني أميناً لأني كأب أمين مثلاً بل لابد من المجهود الذي يوجه الفرد وينمي فيه ما يريد أهله ان ينمو فعلاً مع مراعاة عنصر الاستعداد الفطري,, أي أن الابن الذي يحمل استعداداً فطرياً سلبياً المجهود المبذول معه من قبل الأهل أكثر وأشد من عكس حالته!!
ولا عيب في أن نواجه عيوب أبنائنا ونعترف بها ونحطمها من جذورها أو لِمَ لا نقل نقتلعها من جذورها ونحطم قواعدها ولكن هل ما زلنا نفقد هذا الوعي التربوي ونعيش في ظل الأضواء الاجتماعية الزائفة فقط أريد أن أعرف إلى متى؟! أي متى نحترق من الداخل,,؟
والله ولي التوفيق
* عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود (قسم علم النفس)
e: mail - najla 2001 @ maktoob.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved