| فنون تشكيلية
حينما نعود لتاريخ الفن التشكيلي منذ بدايته، وحتى ما بعد القرن السابع عشر الميلادي، لا نجد فيه تواجداً أو حضورا بارزا للمرأة يقارن بتواجد الفنان الرجل، وهذا أمر لا يمكن الاختلاف عليه نتيجة للعديد من المعوقات والأسباب التي من أبرزها انشغال المرأة بأمور حياتها الأسرية وارتباط الفنون بتلك الفترة بجوانب لا تستطيع المرأة المساهمة فيه لكونها من مهام الرجال كحرفة وانتاج، بعدها توالى حضور الفنانة التشكيلية وفي مختلف بقاع الدنيا عبر تلقيها الدروس والمواد العلمية والتقنية ضمن مناهج التعليم مما أتاح لها الظهور والبروز والمنافسة، وفي مختلف العلوم والفنون ومنها الفن التشكيلي ولكنه أيضا حضور حذر.
هذا الموضوع سيأخذ دوره في النشر قريبا موثقا بالأسماء والتواريخ والبدايات والأسماء عالميا وعربيا ومحليا.
أما ما نحن بصدده اليوم فهو واقع هذا الفن النسائي محليا وبتمسك شديد بهذه الصفة مؤكدين وجود الاختلاف وبالأدلة سيأتي ذكرها لاحقا رغم اعتراض الكثير من الفنانات بعدم التفريق بين فن رجالي وآخر نسائي, لنطرح التساؤلات هل الفعل التشكيلي النسائي المحلي ناتج عن امتلاك من تؤديه للموهبة الحقة، وهل تلقت الفنانة تعليما كافيا في مجال تقنيات العمل الفني رسما وتصويراً أو نحتاً أم ان الأمر لا يتعدى الهواية العابرة نتيجة وجود الفراغ وصولا الى مرحلة العبث لمجرد الحضور.
بالطبع نحن لا نحدد اسماً بعينه، وانما نعمم التساؤلات ونتوقف عند كل منها على حدة ونبدأ بمن يمتلكن الموهبة فقط لنجد ان نسبتهن لا تتعدى العشر بالمائة، أما نسبة الموهوبات المدعمات بالدراسة فتصل الى الخمس عشرة بالمائة وبقية النسب من الهاويات ومن يرين في ممارسة الرسم نوعاً من التسلية.
هذه الاحصائية خرجنا بها بناء على متابعة دقيقة منذ انطلاقة التواجد التشكيلي النسائي الفردي والجماعي مع التحفظ على نسبة قليلة ممن قدمن أعمالاً ليست من أدائهن بمعنى أن هناك أيدي خفية ترسم بدلا عنهن ويكتفين بالتوقيع فقط.
رغم كل هذا وذاك بقي القول أن التواجد التشكيلي النسائي حقق نجاحا منقطع النظير مثبتا قدرة الفنانات على المنافسة، رغم كل الظروف العملية والأسرية وأن الأيام كفيلة بتحديد من يستحق البقاء وكشف من لها نفس قصير أمام مساحة ومسافة المضمار.
هؤلاء النقاد أرادوا تكحيلها فأعموها
بين فترة وأخرى تبرز أقلام أدبية تستهويها الكتابة عن الفن التشكيلي خصوصا في هذا الوقت الذي يفتقد فيه البدر الناقد والمحلل المتخصص والعارف لخفايا تقنيات وأبعاد الأعمال الفنية التشكيلية التي يتم عرضها في المعارض، ويحاول أصحاب تلك الأقلام استعراض قدراتهم الفلسفية المغلفة بالرموز والمصطلحات سعيا في اظهار مستوى ثقافتهم، وما يمتلكونه من مفاهيم ومفردات يتوقعون أن في ادراجها ضمن قراءاتهم ما يميزهم عن الآخرين ويجعل لهم مكانة فريدة ومختلفة دون علمهم أن ما يقومون به قد أبعد قراءهم ومتابعيهم عنها نتيجة ما يلفها من غموض وابهام, في الوقت الذي نحن في حاجة ماسة لأن نكون أكثر قربا من المتلقي الباحث عن سبل المعرفة وبأساليب طيعة ومحببة وسهلة التعامل وفاتحة للأبواب البصرية للدخول الى عالم اللوحة والفنان وكأني بهم وبهذا الأسلوب جاءوا ليكحلوها فأعموها أو زادوا الطين ابتلالاً.
وماذا قبل وبعد معارض الواعدين
الواعدون والواعدات في المجالات الابداعية ومنها الفنون التشكيلية في حاجة للدعم والتشجيع وتقديمهم للساحة والتعريف بهم وقد سعت العديد من القطاعات الرسمية والخاصة للوقوف معهم وتسهيل سبل نجاحهم وأقيمت لهم المعارض وما زالت تعد لهم برامج في هذا السياق ورغم أننا متفائلون بقادم الأيام إلا أن التساؤل قائم حول كيفية الاهتمام بهم قبل أن تقيم لهم تلك القطاعات المعارض وأين يمكن لهم تلقي العلوم والمعارف تقنيا وثقافيا في فنهم أم أن الأمر متروك لجهودهم الشخصية.
أليسوا في حاجة لمراكز أو دورات لصقل مواهبهم وهل تكمل تلك القطاعات دورها باعداد مثل هذه المهام المهمة.
الإخوة ممن تلقينا رسائلهم على ايميل الزاوية نعدكم بالردود بشكل شامل في زاوية خاصة الأسبوع القادم بإذن الله.
|
|
|
|
|