أحسب ان التكريم,, عادة ما يكون مصدر فخر واعتزاز لدى كل نجم كروي لامع في سماء رياضتنا الوطنية,, فضلاً عن كونه (وساماً) يظل يلامس خلايا فكره,, ويلتصق بخفايا نفسه وعلى المدى البعيد يشير فيه لمن حوله بثمرة جهده,, وعطائه بكل ولاء ووفاء لهذا الوطن المعطاء.
بالتأكيد,, لن أعطي القارئ الكريم حقائق وانجازات ذلك النجم (المحتفى به) والذي ساهم بجانب زملائه النجوم الكروية السابقة في اولى الخطوات البطولية لكرتنا السعودية وعلى مدى الستة عشر عاماً,, فجريدة الجزيرة كعادتها مع كل نجم رياضي اعطى لوطنه بلا حدود,, قد اعدت حلقات متواصلة عنه وبالتالي سيكون ما اطرحه عن ذلك النجم الخلوق يدخل ضمن دائرة (الامر المفروغ منه) وانما ما انا بصدد تذكيره مجدداً عن موهبة كروية خلاقة قد كادت ان تنتهي قبل ان تبدأ! آملاً ان تكون ذات تأثير على كل من هو نجم قادم يتحين فرصة اثبات الوجود,, ان النجم محيسن لم يشق طريقه للملاعب بسهولة,, بل كان طريقاً وعراً اجتازه بعصامية متفردة,, حاول كثيراً,, ودخل في تحديات اكثر,, عوائق عدة بدأت تعايشه منذ بدايته مع الكرة منها اسرية واخرى اجتماعية والاهم دراسية.
(كرة القدم) كانت بالنسبة له (عشقاً),, والرغبة التي ينتابها الاصرار والارادة كانت هي الأخرى (تحدي) واثبات الذات.
بل هما الفصل, ان تموت الموهبة,, او تكون شيئاً ملموساً في حياته المستقبلية.
** منذ نعومة اظافره (كما علمت بمن هو قريب منه) كان ولوعاً بكل صغيرة وكبيرة تدخل في دائرة الرياضة وبوجه التحديد كرة القدم.
بل لا تكاد تقع عيناه على لقاءات كروية في الحارة في النادي او حتى المتلفزة,, الا ووقف عندها متأملاً,, يتابع حركات النجوم ويعجب بقدراتهم الفنية,, يقلدهم بل انه يريد ان يركل الكرة معهم!! باحثاً في خفايا عدة,, لمعرفة كيف يصبح نجماً كروياً لامعاً,.
ظل فكره منحصراً في ذلك الشيء,, اينما كان,, ولايام,, وربما لشهور كثيرة,, واخرى سنوات عديدة,, كانت بالنسبة له حلماً.
وعندما طفح على سطح الملاعب محلياً ودوليا كانت بالنسبة له (انتصاراً) حقق فيها كل ما هو انجاز بل انها مسيرة كروية مشرفة كل واحدة منها تعتبر بالنسبة له طعماً خاصاً .
محيسن الجمعان النجم الخلوق,, خفقت له القلوب الرياضية بمختلف انتمائها,, صفقت له باعجاب,, سيكون بعد غد يوماً راسخاً في نفسه,, يوم حصاده,, وللحصاد فرحة غامرة يوم فيه لمسة ولاء وتعبير جميل يدل على الوفاء,, وللوفاء قدره,, وايضا موقف فيه نبل وسمو,, وللموقف مزايا وشموخ وعطاء وعلو الهمم.
فهنيئاً لك يا محيسن بكل هذا الحب,, ووداعاً نقولها بكل ألم وندم مع دعواتنا لك بانطلاقة جديدة بمجال آخر يفيض اشراقاً,, وتألقاً.
|