| عزيزتـي الجزيرة
يَسَّر الله لي كغيري حضور مجلس من مجالس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله للسلام على سموه الكريم وتهنئة سموه بعيد الفطر المبارك فكان حديث سموه حول أهمية المحافظة على بيئتنا والحرص على نظافتها منوهاً سموه حفظه الله بما ننعم به هذه الأيام من أمطار وخيرات تحولت معها الأرض إلى أرض خضراء قد أنبتت من كل زوج بهيج فاندفع الكثير من الناس إلى الخروج إلى البراري للاستمتاع بهذه الخيرات وما فيها من مناظر وروائح جميلة وخلابة, وقد أثار حديث سموه الكريم ما يجيش في صدري من حرقة حول ما يسلكه بعض الناس من تصرفات وأعمال بعيدة كل البعد عن المظهر الحضاري اللائق بمثل هذا المجتمع الطيب من ذلك عدم الحرص على المحافظة على نظافة البيئة واللامبالاة في نظافة تلك الأماكن التي يرتادها الناس لجمال أرضها وما تزدان به من خضرة وبحيرات مائية خلفتها الأمطار، وقد رغبت في هذا المقال مشاركة سموه الكريم في بيان أهمية المحافظة على نظافة البيئة وجمالها فديننا يأمرنا بذلك فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ان الله جميل يحب الجمال ولا يخفى ان ما يفعله البعض من عدم الاكتراث بالنظافة وترك المخلفات في أماكنها دون اهتمام لما تسببه هذه المخلفات من تلوث للبيئة وايذاء للمسلمين ليس من ديننا في شيء لأنه يخالف النصوص الصحيحة ومن ذلك قول الله تعالى: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً , وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن الضرر والضرار بل بين النبي صلى الله عليه وسلم ان من شعب الإيمان إماطة الأذى عن الطريق وبين صلى الله عليه وسلم ان الله سبحانه وتعالى شكر لرجل وغفر له لأنه أزاح غصناً يتأذى به المارة اضافة إلى أن الحفاظ على نظافة البيئة مظهر حضاري منشود دفع بعدد من الدول المتقدمة إلى معاقبة كل من يساهم في تلوث البيئة بأي شكل من الأشكال بعقوبات مختلفة منها السجن ومنها الغرامة المالية.
ونحن في هذه البلاد يحكمنا ديننا العظيم لا القوانين البشرية، يحكمنا دين هو خير الأديان وأفضلها وأهله هم أكرم الأمم على الله تعالى يوم القيامة فلم لا نرقى بأنفسنا ومجتمعنا إلى أعلى المستويات الحضارية في جميع الأمور والاحوال ولم لا نساهم ونوظف أنفسنا في خدمة بلدنا ووطننا الكريم على نفوسنا ولم لا نوفر جهوداً وطاقات وأموالاً تبذل بشكل كبير من قبل الجهات الرسمية كالأمانات وغيرها لهذا العمل فنحن قبل كل شيء مسلمون والأرض أرضنا والظهور بالمظهر الحضاري الراقي يغير نظرة المجتمعات الأخرى إلينا.
ثم أين مشاركة وسائل الإعلام في مثل هذه المناسبات؟ لم لا يخصص التلفاز ندوات يستضيف فيها عدداً من الأساتذة وأصحاب التخصص البيئي وتطرح مثل هذه القضايا وأين دور الصحف والمجلات لم لا يطرح تحقيق يشارك فيه عدد من المتخصصين؟ ثم اننا وقد سلمنا أن النظافة من الايمان وان ديننا يأمرنا بالنظافة والمحافظة على بيئتنا وينهانا على كل ما فيه ضرر وأذى للآخرين فأين دور رجال العلم وخطباء وأئمة المساجد في التوعية في هذا الموضوع المهم.
أسأل الله الكريم ان يديم علينا نعمه ظاهرة وباطنة وأن يرزقنا الصواب في القول والعمل انه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د, إبراهيم بن عبدالله المطلق
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|