| عزيزتـي الجزيرة
العلم حقيقة هو أكبر رصيد تحتفظ به الأمم والشعوب وهو الخزينة الكبرى التي لا تخيب الآمال لمريديها.
وإذا كان العلم محل اجماع على علو كعبه وسمو مكانته فلا عجب حينئذ أن تتسابق المجتمعات نحو الظفر بأكبر قدر وحصيلة منه,عبر يقين أنه الفيصل في كسب رهان الفوز بالمكانة والريادة.
و المملكة العربية السعودية حين تستشرف مستقبلها عبر بوابة العلم فهي بلا شك أصابت الهدف وأحسنت الخطة ولها ان تنتظر قطف ثمرة هذا الاهتمام وتلكم اللفتة.
إن اهتمامنا بالعلم يزداد أصالة عندنا أكثر من غيرنا فالعلم عند الآخرين رغبة وطموح وهواية.
أما لدينا فهو تأصيل ومنهجية وديانة اضافة إلى ما سبق، ان المتأمل للمملكة العربية السعودية منذ توحيدها وما كانت تعيشه من غلبة الجهل والأمية ونقص أعداد المتعلمين بل حتى والكتبة.
وما وصلت إليه الآن فاقت من سبقها في العلم والتعلم شاهد حق على علو مكانة العلم ولهف المجتمع نحوه وركضهم وراءه رغبة في بركته وجني ثماره اليانعة.
إن الاتساع الهائل الذي تشهده الحركة العلمية هنا سواء في الجامعات أم في المدارس وشتى المؤسسات العلمية والتعليمية يبعث على تفاؤل كبير بمستقبل أكثر نماء واشراقاً ورقياً لمجتمعنا.
ورعاية قادة البلاد للتعليم تضفي رسوخاً لمنهجية التعليم وقناعة لدى الأجيال بضرورته وحتمية تحصيله.
لقد شهدت المملكة بحمد الله العديد من المبادرات الباسمة نحو تشجيع الأجيال على العلم وقوة التحصيل عبر المسابقات والجوائز العامة والخاصة التي يرعاها أمراء المناطق وكبار المسؤولين في عدد من المواقع في مملكتنا الغالية.
لقد كان اعلان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم عن قرب انطلاقة جائزة القصيم للتفوق العلمي خبراً طال انتظاره وبشارة حظيت بسعادة الجميع ذلك لما تنطوي عليه من أبعاد علمية واجتماعية على الناشئة.
إن منطقة القصيم المتميزة بعلومها ومكانتها العلمية الخاصة عبر علمائها وقضاتها ورجالاتها المشهورين وعباقرتها المتميزين في عدد من العلوم والفنون لهي ترقب هذه الجائزة بلهف وشوق لتضيف مزيداً من الحفز والحث لكوامن الابداع المخزونة لدى ناشئتنا من فتيان وفتيات.
إنني أجزم ان هذه الجائزة التي وعد سمو أمير المنطقة ألا يأتي العام القادم إلا ونحن نحتفل بها وتدشينها لهي حسنة أخرى من حسنات كثر قدمها سمو أمير المنطقة ذو الحس الثقافي المرهف والحديث الجاد والعطاء المتدفق.
الأمير فيصل بن بندر بالمناسبة انموذج مشرف للمسؤول المتابع يعي أمانة العمل وثقل العبء نحو هذا المجتمع.
وهو كذلك متحدث لبق يحسن تطويع الكلمة ويبدع في اختيار لفظه وعبارته، سليم اللغة ذواق العبارة يعطر حديثه أدباً وبلاغة,كنت أستمع إليه في تعقيب سموه الكريم على الندوة التكريمية التي أقامها النادي الأدبي بالقصيم لمعالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي فأثنى على الشيخ بما هو أهل له وخاطبه حديث التلميذ لأستاذه بتواضع جم وأدب باهر.
فأعلن عن تسمية مدرسة ترتبط باسم الشيخ محمد العبودي وشارع من شوارع مدينة بريدة كذلك.
وقال باللفظ يجب أن تحفظ الأجيال اسمك وتذكر فضلك خالداً لما بعدك .
ثم أعقبني بكلمات رقيقة جميلة أثنى على مشاركتي المتواضعة وحديثي عن الشيخ محمد بن ناصر العبودي بل وطلب مني نسخة من البحث الذي كتبته عن معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي.
كان ذلك موقفاً من عشرات المواقف التي تشهد بعلمية الأمير المثقف الأديب فيصل بن بندر بن عبدالعزيز.
إذن فلا عجب ان يتبنى مثل هذه الجائزة التي آمل وأرجو أن تكون مهرجاناً ثقافياً وعرساً سنوياً للمنطقة بشبابها من المتفوقين والمبدعين ومثقفيها من الكاتبات والأدباء والباحثين ورجال أعمالها من المخلصين والعاملين.
وإن من البشائر المناسبة ان يأتي الاعلان عن جائزة القصيم للتفوق العلمي متزامناً مع تعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز نائباً لأمير منطقة القصيم ليكون خير عون لأمير المنطقة الذي بذل جهده للمنطقة وتطلعاتها وتحقيق آمال أبنائه.
متمنين لسموه التوفيق في مهمته والتسديد في عمله وشاكرين للأمير فيصل هذه البشرى الغالية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد بن عبدالله بن إبراهيم المشوح
المستشار الشرعي في أمانة مدينة الرياض
|
|
|
|
|