| الجنادرية 16
لست في مجال التعريف بالأستاذ عبدالكريم الجهيمان، فهو علم في رأسه نار, له من المؤلفات ما يزيد على الكتب التي قرأتها بما في ذلك الكتب المقررة.
لكنني أود أن أذكر بعض ما أعرفه عنه وهو قليل:
عرفته عن طريق قلمه للمرة الأولى عندما أصدر هو وعبدالله اللحوق جريدة أخبار الظهران، التي لم يقدر لها البقاء طويلا في الميدان.
ثم جمعتني به جريدة اليمامة عندما عادت إلى الصدور في عهد المؤسسات الصحفية.
حيث كان شامخاً في غير تعال, متألقاً في غير افتعال، منتجاً في غير تكلف.
وحتى عندما تساجل مع المرحوم الأستاذ حسين عرب حول موضوع مثير للجدل أو هكذا رآه أحدهما، لم يتطاول على مساجله، ولم يحاول أن يحط من قدره.
ثم صارت مقالاته المتناثرة في الصحف هي التي كانت تربطني به وغيره من كتّاب بلدي (حينما ذهبت إلى الولايات المتحدة للدراسات العليا) لكن الرابطة الأكثر كانت في إنتاجه الغزير في سلسلته المشهورة الأمثال الشعبية في قلب جزيرة العرب التي كانت بعيدة عن التكلف، كما كانت صريحة في نقل الأمثال كما يتداولها الناس.
وتلتها سلسلة أساطير من قلب جزيرة العرب وكانت لا تقل في بساطتها وشمولها وصراحتها (من غير وقاحة) عن سابقتها (الأمثال).
ثم صارت علاقتي به أكثر من خلال عملي في جامعة الملك سعود حيث كان يأتيني بحثا عن أوجه الخير بين الطلاب, حيث كان يتلمس الأشد حاجة ليغطيها أو يسهم في البحث عمن يفعل ذلك ان كان المطلوب فوق طاقته.
وما زلت أذكر قامته التي كانت ممدودة شامخة كيف صارت تميل إلى الأمام قليلاً لكنها لم تمنعه من ممارسة نشاطه الذي اعتاده منذ أن كان يافعاً (إنه وعاء ثقافي متحرك) هذه مجرد إشارات غير مرتبة وغير منتظمة وقد لا يرتضيها لتواضعه.
* أمين عام مجلس الشورى
|
|
|
|
|