عَبَراتُ حزنك يا أخي عبراتي
وأنين صدرك في الدُّجى أنّاتي
أسبَلتَ دمعتك السخينة فاعتلت
للخطب في لجج الأسى زفراتي
أقبلتَ بالخبر المروَّع ذاهلاً
قد ضاقَت الأفواه بالكلماتِ
هيجتَ بالبوح الممضّ مشاعراً
جفَلَت لفقد الأوجه العطِراتِ
فشرقتُ بالدمع الذي بصبيبهِ
اقبلت تسكبُ صادقَ الدمعاتِ
فنشيجك المحموم لوعة ثاكلٍ
قد عضَّ بالكلمات والآهاتِ
ونحولُ جسمك إذ دهته كروبُهُ
يروي اختراق القلب بالنَّكباتِ
غاب الإمام الحبر بحرُ علومنا
زينُ المنابر مشرق القَسَماتِ
غاب (العثيمين) الإمام مودّعاً
تهفو إليه منابر الحلقاتِ
غاب الفقيه الفذ شيخ شيوخنا
ذو الفضل والإحسان والخيراتِ
فلتبكهِ كل القلوب بِحُرقةٍ
وليُرثَ بالدّمعات والدّعواتِ
إني لأذكر درسه وجهادَهُ
وشموخه في عَزمةٍ وثبات
اذ كان يدعو دعوة سلفيةً
محمودةَ الحركات والسَّكَناتِ
إن أنسَ لا أنس الدروس بمكةٍ
ايام عشر الخير والنَّفحاتِ
أوأنس لا أنس الفتاوى إنها
شهِدَت بفقهٍ واسعِ الملكاتِ
(نور على الدرب) استنار بعلمه
فأضاء يكتب أنصع الصفحاتِ
أواه ياشيخاه يا علم الهدى
يا طاهر الأهواء والنَّزعاتِ
لما فقدنا (الباز) كنت عزاءنا
وملاذنا في حالك الظلُماتِ
,,, والأن غِبتَ فمن تراه يدلُّنا
في مَهمهٍ قد تاه بالأشتاتِ
كنا نقول إذا ادلهمَّ طريقنا
واحتاجت الأحداث للأثباتِ
هذا (العثيمين) الإمام دليلنا
بعد (ابن بازٍ) يُبلغ الغاياتِ
لكننا والحزن يكسو أفقنا
والهمّ يوقد أوجع الحَسَراتِ
نرجو لك الجنّاتِ طاب نعيمها
لتنال فيها أرفع الدّرجاتِ
فإلى جنان الخلد ياشيخ التقى
ياعامر الأوقات بالصلواتِ
اليوم قلنا إذ شهدنا دفنكم:
يوم الجنازة ابلغ الكلماتِ