|
| متابعة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين فقدت الأمة الاسلامية مساء الاربعاء 15 شوال 1421ه قلعة من قلاع العلم وحصناً من حصون الدعوة والمعرفة وداعية من دعاة الاسلام بوفاة العلامة الفقيه والمربي الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله,فقد وافاه الأجل المحتوم في وقت حاجة الأمة الاسلامة إليه أشد من حاجتها للطعام والشراب، ولاسيما أن المسلمين يقتلون في أنحاء الارض، فها هو جرح الإسلام الدامي فلسطين ما زال ينزف والقدس تصرخ وما من مجيب، فشيخنا الجليل رحمه الله فقيد الأمة يتصف بالدقة في الفهم والعمق في الفقه عالم فاضل وورع زاهد وحافظ لكتاب الله وحريص كل الحرص على الدعوة الى الله في كل مكان.
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال ولكن يقبضه بقبض العلماء), إنها والله من أكبر النعم علينا ان حفظ الله هذا الدين برجاله المخلصين وهم العلماء العاملون وقال في محكم التنزيل: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء فإن الانبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا هذا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
اليوم ودعنا شيخنا محمد بن عثيمين وبالأمس القريب ودعنا فضيلة الشيخ علامة الحديث محمد ناصر الدين الألباني وفضيلة الشيخ علي الطنطاوي وفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي وسماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمهم الله رحمة واسعة وجزاهم عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء، فالموت حق وهو مصير كل حي فلن يبقى إلا وجهه ذو الجلالة والإكرام قال الله تعالى: (إنك ميت وإنهم ميتون) الآية, فالأمة الاسلامية قد اصيبت بمصيبة أعظم واكبر من هذه حينما فقدت نبيها، فقد قال صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس أيما أحد من الناس، أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز بيّ عن المصيبة فان أحداً من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي).
وختاماً لا نقول إلا كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم عندما توفي ابنه إبراهيم (إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون) وإنا لفراقك يا شيخ لمحزونون, (إنا لله وإنا اليه راجعون).
عبدالقادر حامد الشملاني
الحدود الشمالية عرعر
|
|
|
|
|
