| متابعة
لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، إن مصاب الأمة الاسلامية لجلل في فقد عالمها ومنير دربها في حوالك الظلم، ومرشدها وهاديها في مدلهمات الفتن فضيلة الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين.
إن هذا الإمام له في قلب كل مسلم منزلة عظيمة وما ذاك إن شاء الله إلا علامة على محبة الله له وكيف لا أبكي ولا أحزن ولا أتألم لفراقه وقد افادني علما كثيرا من خلال مؤلفاته فقد كنت أستنير برأيه في كل مسألة فقهية وألجأ لشرحه في كل ما أشكل علي من مسائل عقدية,من يقرأ شرحه على زاد المستقنع المسمى ب (الشرح الممتع على زاد المستقنع) يجد والله المتعة والأنس ولن يمل من المواصلة في قراءته.
إذا أفتى رحمه الله أشفى العليل وأروى الغليل فيفصّل ويدلّل ويفترض إشكاليات ويحلها.
وإذا وعظ وتكلم خلت الدرَّ يخرج من كلماته.
وإذا حضرت مجلس درسه خلت نفسك في مجلس درس علماء السلف، يطرد عنك الملل بأسلوبه الشيِّق ويطرد عنك النعاس بمناقشته المفيدة، فهو بحق أمة في رجل رحمه الله رحمة واسعة فموته مصيبة على أمة الاسلام.
فرحمك الله يا أبا عبدالله وجعل الجنة مثواك.
لكن ما واجبنا بعد موت العلماء؟ إن المسؤولية عظيمة فلا نجلس نكفكف الدمع ونتحسر، فالزمان يسير والفتن تحوط بنا إحاطة السوار بالمعصم، فيا أيها العلماء ويا طلاب العلم لقد تأكد عظم المسؤولية ومضاعفة الجهد، ويا ايها المحتسبون ويا أيها المرابطون على ثغور الفضيلة الله الله بالجد والإخلاص في طلب العلم وبذله ليل نهار.
يا تلامذة الشيخ جدوا وواصلوا الليل بالنهار لإخراج تركة الشيخ الثمينة التي والله لا تقارن بتركة التجار فلا تقارن بعقاراتهم ولا بأرصدتهم ولا بكنوز الذهب والفضة، فأعطونا موروثه فنحن جالسون ننتظره على ابواب المكتبات.
أسأل الله أن يغفر للشيخ ويرحمه ويخلفنا فيه خيراً وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
نايف بن عمار آل وقيان
إمام وخطيب جامع الأحمر بالأفلاج
|
|
|
|
|