| متابعة
مع غروب شمس يوم الاربعاء الخامس عشر من شوال من هذا العام ودّع المسلمون عالماً جهبذاً وواحداً من أشهر علماء المسلمين في هذا العصر، نعم لقد كسفت شمس الشيخ العلامة الفرضي النحوي الفقيه المحدث محمد بن صالح بن عثيمين غفر الله له ونور ضريحه، ودعنا عالماً قلما ينجب الزمان مثيلا له كان أمة في رجل كان علامة في سائر العلوم الشرعية نشأ نشأة العلماء فحفظ القرآن منذ صغره وانطلق في طلب العلم النافع فتعلم ما عجز عنه الآخرون وعلّم ما لم يعلمه الآخرون، كان زاهداً ورعاً مجاهداً في سبيل خدمة هذا الدين العظيم فحمل لواء الدعوة والتعليم حتى وافاه الأجل المحتوم (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وعزاؤنا فيما خلفه رحمه الله لنا من علم نافع فالعلماء ورثة الأنبياء والأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يخلفوا ديناراً ولا درهماً ولكن خلفوا علماً نافعاً ينتفع به، كان رحمه الله ملازماً لشيخه العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فترة طويلة، وكان الشيخ السعدي يحبه ويعده من خاصة طلابه حتى انه لما رحل والد الشيخ محمد رحمه الله الى الرياض فأرسل الى الشيخ عبدالرحمن السعدي يطلب منه السماح لابنه الشيخ محمد بالذهاب معه الى الرياض رفض الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله وقال نريد محمداً ان يبقى معنا حتى يستفيد ويتعلم، نعم لقد كان منذ صغره رحمه الله محبوباً عند مشايخه وبعد كبره رزقه الله محبة الناس حتى الذين لم يقابلوه ولم يجالسوه، لقد ودعنا في العام الهجري الماضي ثلة من ابرز علماء العصر أمثال فضيلة الشيخ صالح بن غصون وسماحة الإمام عبدالعزيز بن باز وسماحة العلامة محمد بن ناصر الدين الالباني وغيرهم رحمهم الله جميعاً وحشرهم في زمرة الانبياء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.
وفي هذا العام نودع عالمنا الجليل الشيخ محمد العثيمين رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته وأنزل عليه شآبيب رحمته ومغفرته وجعل ما قدم في خدمة الإسلام في موازين أعماله وشاهداً على حسن العمل وعلو القصد.
اللهم عوض المسلمين بفقده خيراً وأجزل لهم الأجر بمصابهم الجلل والحمد لله على قضائه وقدره إنا لله وإنا اليه راجعون .
طريف الشمري
من محبي الشيخ
|
|
|
|
|