أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th January,2001 العدد:10338الطبعةالاولـي الاربعاء 22 ,شوال 1421

متابعة

إمام من أئمة المسلمين
كان خبر وفاة سماحة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين مؤثراً حيث فقدت الأمة الاسلامية عالماً جليلاً زاهداً ورعاً وفجع الجميع بوفاته رحمه الله مساء يوم الاربعاء 15/10/1421ه لمكانته الكبيرة والرفيعة في قلوب الناس رجالاً ونساء كبارا وصغاراً، فالشيخ إمام من أئمة المسلمين في هذا العصر متمكن في كافة العلوم الشرعية القرآن والسنة والعقيدة فروعاً ومذاهب وفي الفقه وأصوله وقواعده واللغة والبلاغة حتى بلغ مرتبة الاجتهاد، والمسلمون في أنحاء المعمورة يحرصون على تلقي فتاوى الشيخ ويجتهدون في تحصيلها، وله منهج حكيم في الدعوة الى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد كانت دروسه ومحاضراته العلمية المتنوعة محط طلاب العلم في المملكة وخارجها، كما ان للشيخ مصنفات وكتباً ومؤلفات كثيرة بلغت شهرة واسعة، وعندما نتحدث عن الزهد فإن للشيخ نصيباً وافرا منه يشبه زهد السلف الصالح وورعهم، وقد عرف عنه يرحمه الله الحلم مع الناس والتواضع لهم والصبر عليهم، حتى في مرضه وقد لمست هذه الخصلة الحميدة والسمة الفريدة في جميع لقاءاتي بفضيلته وهي كثيرة وآخرها عندما زرته قبيل وفاته في اواخر شهر رمضان المبارك فقابلني برحابة صدره وبشاشته وكان رحمه الله لا يتوانى في الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وإلقاء الدروس العلمية صابراً ومحتسباً الأجر والمثوبة من الله عز وجل ، وكان لنا نحن في الحرس الوطني النصيب الأكبر من وقت فضيلته حيث كنا نتشرف بلقائه أكثر من خمس مرات في العام ليلقي محاضراته على أبنائه منسوبي الحرس الوطني في الحج والكلية ومساجد الإسكانات وكنا نجد منه التجاوب والرغبة الصادقة لدعوتنا محبة في الخير بل إننا إذا تأخرنا في الاتصال بفضيلته بادر يرحمه الله بالاتصال وهذا كله دليل على تواضعه وحبه لنشر العلم والخير بين الناس, رحل الشيخ ابن عثيمين بعد ان قدم للإسلام والمسلمين العلوم النافعة والثمينة من فتاوى ومؤلفات وكتب ستبقى بإذن الله كنزاً ينهل منه المسلمون طلاباً وعامة، وعلى الرغم من الحزن الشديد على فراق الشيخ إلا أننا لا نقول الا (إنا لله وإنا اليه راجعون) ونحمد الله على قضائه وقدره، غفر الله لهذا الشيخ ورفع درجته في عليين وأنزله منازل المهديين الصديقين ونسأله عز وجل أن يثقل موازينه على ما قدم وأن يحسن عزاءنا والمسلمين أجمعين فيه وأن يعوض الأمة بالعلماء الذين يحفظ بهم الدين وينفعون الإسلام والمسلمين إنه سميع مجيب .
د, إبراهيم بن محمد أبوعباة
رئيس جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved