| متابعة
في اليوم الخامس عشر من شهر شوال 1421ه فقدت المملكة العربية السعودية والعالم الاسلامي بأسره علماً من أعلام الهدى والرشاد ذلكم هو العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عضو هيئة كبار العلماء والاستاذ بجامعة الإمام فرع القصيم وإمام وخطيب الجامع الكبير بعنيزة رحمه الله رحمة واسعة وغفر له انه ولي ذلك والقادر عليه.
إن فضيلته أمة في رجل, فقدته هيئة كبار العلماء كعالم جليل له دوره الفعّال في المجلس بما يتمتع به من علم وفقه وصدق وصراحة تامة في كل ما يعرض على المجلس.
فقده طلاب جامعة الامام كبحر زاخر بالعلوم, ومصباح يضيء لهم الطريق ليس في المنهاج الدراسي المقرر فحسب، بل في جميع العلوم الشرعية فهو مرجع للمعلم والطالب على حد سواء.
فقده منبر الجامع الكبير بعنيزة والذي الفه لعشرات السنين خطيبا بليغا ومفتيا وموضحا لكل حكم شرعي.
فقده طلابه الذين قدموا للدراسة عليه من كل حدب وصوب من داخل المملكة ومن خارجها, وسيبكونه مدى الدهر، حيث آواهم وأسكنهم وعمل على تعليمهم في دروسه العامرة, وعاملهم بكل لطف وحب وتلك سجايا العلماء الأفاضل.
فقده السائل والسائلة عن الفتاوى وأمور الدين مشافهة وعبر الهاتف اذ يجدون لديه الجواب الشافي المقرون بالدليل, يجيبهم بكل رحابة صدر وحسن استقبال وبشاشة, فيصدرون عن قناعة فيما يسألون عنه.
فقدته المطابع التي تنشر له بين كل فترة واخرى كتباً ونشرات تحمل العلم وتوضح ما يحتاج اليه الناس في حياتهم الخاصة والعامة وشعائر دينهم.
فقدته المحاضرات التي ينظمها في كل بقعة من بقاع المملكة وعلى مدار العام تحمل مشاعل النور والهدى لطلاب العلم ورواده.
فقده برنامج نور على الدرب، حيث يجيب من خلاله على استفسارات الناس من الداخل والخارج فيزيل اللبس في مفهومهم ويوضح الحكم لسؤالهم.
فقده آلاف السائلين والمستمعين في المسجد الحرام والمشاعر المقدسة في شهر رمضان والحج، عندما يتحلقون حوله, يلقي عليهم مما اعطاه الله إياه من مشكاة النبوة والهدى, شرحاً وايضاحاً وتبليغاً بصورة لم يسبق لها مثيل, فعندما يتحدث يشعرك بالصدق والحماس والحرص على البلاغ وإفهام السامع لكل كلمة يلقيها فكأنه المتكلم او المستمع في آن واحد (رحمه الله رحمة واسعة).
فقده الدعاة في الداخل والخارج موجهاً ومناصراً لنشر الدين الاسلامي والدعوة اليه في شتى بقاع المعمورة.
فقده العالم الاسلامي بأسره مفتياً ومعلماً وداعياً الى الله على بصيرة ومناصراً للمسلمين والجمعيات والأقليات الاسلامية.
إن مصاب المملكة العربية السعودية بفقده كبير فلقد فقدت علماً من أعلام الهدى الربانيين الذين نفع الله بعلمهم، فقد أثرى الساحة علماً وفتوى, تعليماً وتأليفاً نفع الله بعلمه وجعله في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
اللهم اجزه عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء, وارفع درجته في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين, ووالدينا والمسلمين وحسن أولئك رفيقا, اللهم اجبر مصاب اخوانه وابنائه وكافة اسرته والمسلمين أجمعين بفقده وعوّضهم خيرا, وحسب الجميع عزاء قول الله سبحانه وتعالى: (الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).
وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يصاب بمصيبة فيقول (إنا لله وإنا اليه راجعون، اللهم اجبرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا عوّضه الله خيراً منها) وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
سليمان بن فهد الفايزي
القصيم بريدة
|
|
|
|
|