فاضت محاجرُ أعين لاتنضبُ
بمدادها تلك المشاعر تكتبُ
ترثي إماماً وقدبكته مجالسٌ
كانت تعطر حين يأتي المغربُ
مهلاً عنيزة كيف حالكمُ وقد
جد الرحيل بدمع عينٍ يسكبُ
فترى المنائر أجهشت لرحيله
شوقاً إليه بدمعها تتخضبُ
لو ابصرت عيناك مسجدها الذي
اضحى كئيباً والسرية تنحبُ
يبكيك ياشيخ الزمان صحابكم
ابن رحيمٌ أو صديقٌ او أبُ
يدعون رباً سامعاً لسؤالهم
دعوات ليلٍ لا ترد وتحجبُ
تبكيك شامُ الحسن واليمن التي
منها خروج النار اذ تتلهبُ
تبكيك شيشانُ الجهاد وأهلها
تبكيك دور الجامعات ومغربُ
تبكيك بلقانُ وأطفال هنا
في ارض قدسٍ والمدافع ترعبُ
تبكيك نجد والحجازُ ومعقل
للعلم في دار المدينة تنجبُ
تبكيك مكتبة لطالما عُطرت
بتلاوة ودراسة إذ تندبُ
تلك المكاتب والمجالس أقفرت
لرحيلكم إذ كان فيها معشبُ
مات الإمام وخلف العلم الذي
يهدي طريقة سنة ويرغبُ
لكن حزني رحمة وبحالنا
تبكي البواكي أمة تتقلبُ
فتنا كحال الليل أطفئ نوره
يبتاع دنيا والعقيدة تسلبُ
يمسي بإيمان ولكن عندما
يأتي الصباح فعينه تترقبُ
رحم الإله إمامنا في موقف
من أجله حج الحجيج وقربوا