أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th January,2001 العدد:10338الطبعةالاولـي الاربعاء 22 ,شوال 1421

متابعة

ذكرياتي مع الشيخ
لقد فجعت في 28 رمضان من هذه السنة في وفاة والدتي يرحمها اله وعندما بدأت في استعادة توازن عواطفي جاءت الفاجعة الكبرى في وفاة الوالد الشيخ الجليل العالم الورع أبي عبدالله محمد بن صالح بن عثيمين قدس الله روحه, ان لي مع هذا الشيخ الجليل مواقف وطرائف فلقد عرفته عندما كنت طالبا في معهد عنيزة العلمي عرفته رجلا بشوش الوجه محبا لطلابه يعاملهم معاملة ابنائه أو احفاده ليس بيننا وبينه حاجز يضحك معنا ويمزح معنا وأذكر ذات مرة وهذه أمانة انه قال لي يا محمد أنت إنسان وهبك الله الذكاء وسرعة البديهة فاستغل هاتين النعمتين التي اعطاهما الله اياك في طلب العلم ودع لعب الكرة وقلت له وما أدراك يا شيخ أني لم اطلع رأس في لعب الكرة .
ولقد كان لي شرف خدمته سواء في منزله أو لقضاء حاجة تخص الشيخ، وكان رحمه الله يحبني كثيرا ويرتاح لسماع احاديثي المسلية، ومن هذه المواقف والذكريات اذكر انه قال لي مرة عندما تصلي العصر غدا تعال إلي في البيت وذهبت اليه حسب الموعد وأعطاني مبلغا من المال وشهادة تخرجه من الكلية وقال خذ صور هذه الشهادة واشتر لي قارورة عصير برتقال ورجِّع ريالاً في اشارة منه يرحمه الله إلى انني اعرف الاسعار ولا تحاول اخذ هذا الريال وفعلا عملت ما أمرني به وأعطيته الريال وضحك وقال خذ مع هذا الريال ريالين اي اعطاني ثلاثة ريالات,ومن الاشياء التي تشرفت بها تجد منه يرحمه الله انه بين حين وآخر تأتي إليه وفود العلماء والمشايخ وغالبا يكون مجيئهم بعد صلاة الفجر مباشرة وأذكر آخر مرة انه اتى إليه وفد مكون من ثلاثة عشر شيخا ان لم يكن جميعهم فأكثرهم من اهالي البكيرية المهم انه قال لي بعد الدرس يا محمد تعال غداً إن شاء الله إلى البيت قبل أذان الفجر وأخبرت والدي يرحمه الله وقلت له غداً إن شاء الله سأذهب إلى منزل الشيخ ابن عثيمين قبل أذان الفجر وعليك ان توقظني مبكرا وفعلا أيقظني من النوم مع الاذان الاول واصطحبني الى منزل الشيخ لاني اخاف لصغر سني رغم ان منزل الشيخ لا يبعد كثيرا عن منزلنا ولما دخلت وجدت والده يرحمه الله وقبلت رأسه وقمت بغسل اواني الشاي والقهوة ولما صلينا الفجر حضر الشيخ ثم بعد قليل حضر ضيوفه فقمت بصب القهوة والشاي والحليب لضيوفه ولوالده وله هو وهذا أعتبره شرفاً لي رغم ان هذا حصل قبل مايزيد على ثلاثة وثلاثين عاما .
ومن هذه الذكريات والطرائف أذكر انه أوكل إلي عمل المسرح في المعهد انا وصديقي سعد بن محمد الخويطر يرحمه الله وكنا نقيم الحفلات للوفود التي تجيء إلى المعهد ونقدم التمثيليات الهادفة والبناءة وكان الشيخ يرحمه الله تجهله هذه الامور فعلى سبيل المثال جاء الينا ليطمئن على سير العمل ووجد عندنا ليموناً اخذناه من تحت جذور امهاته لتساقطه ولعلمنا ان مرده الفساد لنأخذه انا وسعد لبيوتنا فقال ما هذا يا محمد قلت له هذا يا شيخ تبع التمثيلية فقال يرحمه الله اثابكم الله وهل يكفي قلت له نعم يا شيخ.
ومن الذكريات الطريفة ايضا عندما نقوم برحلة للفصل يخرج معنا ويأخذ معه ادوات التسلية البرية وهي عبارة عن بندقية صغيرة (أم حبة) وميزان لاختبار القوة وبعض الالعاب المسلية وكان يعطي الفائز منا جائزة يأخذها غدا قبل دخول الدرس الاول وكان من ضمن مزاحه وضحكه معنا انه يقيم علينا الحدود ويأمر بجلدنا ونجلد، وذات مرة قلت له ياشيخ انت تقيم علينا الحدود وأنت لم يقم عليك حد قال ها أنا أمامكم افعلوا بي ماترون ولما امسكنا به قلت له والله ياشيخ لن تمسّك العصا وضحك كثيرا يرحمه الله.
هذا جزء يسير من الذكريات والمواقف التي حصلت لي مع الشيخ قدس الله روحه ولا أحب الاطناب لكي لا تشغل حيزا كبيرا من الجريدة ولأتيح المجال لغيري ليكتب عن فضيلته يرحمه الله في ما هو أهم من ذلك.
وفي الختام اسأل الله ان يتغمده في نعيم جناته وان يلحقه بالنبيين والصالحين وحسن اولئك رفيقا,, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد بن صالح بن محمد الرحياني
عنيزة مستشفى الشفاء ص,ب334

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved