خطبٌ ألم القلب اشجى المنبرا
ونفى عن العين الرقادَ وأسهرا
خطبٌ إذا ما الصبحُ أرسل ضوءه
كتم الدجى أنفاسهُ وتبعثرا
جلل لهُ تبكي القصيمُ وأرضها
وتبيتُ تنعاها المدائنُ والقُرى
في ذمة التاريخ حبر قد هوت
افلاكه وتناثرت خلف الثرى
شيخُ القصيمِ محمد ابن الندى
ابن السماحة والكرامة والذرا
العلمُ صافحهُ وصافحَ فضلهُ
وأسال دمعاً كالآلئ قد جرى
جفت صحائفنا وغاض يراعنا
وقد انزوت حيرى تكذّب ما ترى
من للفتاوى بعدهُ خلاّ إذا
وقع السؤالُ بيننا متحيّرا
إن كان قد غابت نسائمُ روحه
فلنا به علم اضاء وأبهرا
بحر تفيضُ به الجواهرُ حكمة
كم طالب في بحره أدلى القرى
يانجمة برزت وكان ضياؤها
بدراً أنار مع الدجى درب الورى
تسعى وتمشي خلفهُ أمم تظ
ن وراءهُ موج يموجُ تبخترا
يادرة الإسلام فقدك ظلمة
كالكهف تاه بقلبه من قد سرى
يادرة بخل الزمانُ بمثله
لله درك عالماً متبحرا
هذي الحياة وإن صفت أيامها
عادت شراباً بالعناءِ مكدرا
غفر الإله لهُ وخلّد ذكرهُ
وسقاهُ من نهر الجنان الكوثرا